ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة: فخامة السنيورة
عندما كانت الحشود تتقاطر الى وسط بيروت ظهر ذلك اليوم في 1 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2006، ظن كثيرون أن عرش الفريق الحاكم سيتهاوى بعد ساعات.. وعندما عادت حشود المعارضة الى تلك الساحات بعد عشرة أيام، ظن اللبنانيون أن فؤاد السنيورة سيحمل حقائبه ويرحل عن السراي الحكومي نزولاً عند قرار اكثر من نصف الشعب اللبناني هتفوا كلهم ضد سياسة فريق السلطة.. ضد الهيمنة والاستئثار، وللمطالبة بالشراكة التي تحمي البلد من الوصاية الأجنبية ووكيلها المعتمد السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان..
لكن السنيورة بقي.. والمعارضة ما زالت تحمل المطالب نفسها.. السنيورة أصبح بفعل فاعل "فخامة رئيس الفراغ"، والمعارضة ما زالت تطالب بالتوافق والشراكة وعدم الاستفراد.. وربما سيبقى السنيورة وفريقه، وبالتأكيد ستبقى المعارضة على موقفها الذي ينشد قيامة حقيقية للبنان تحميه من التدخلات الأجنبية والأهواء الداخلية، وتجعل الارادة الشعبية هي الحاكمة الفعلية.
أما السنيورة فبقي ليس لأنه قادر على ذرف دموعه كلما اقتضى الموقف.. ولا لأن ارادة شعبية حقيقية تحميه في السراي، ولا لأن فريق 14 آذار متمسك به وهو الذي كان مستعداً على الدوام لتقديمه على مذبح أي تسوية تحافظ على جزء كبير من مكتسباته، وحتى اليوم فإن هذا الفريق الذي يتعطش زعيمه لتبوؤ الكرسي الثالث لا يتردد بالتضحية بالسنيورة عندما يسطع الضوء الأخضر الاميركي بذلك.
السنيورة بقي لأنه حاجة لإدارة جورج بوش لترتيب مشهد المنطقة، لأنه نسخة مطابقة لحكام زرعهم في المنطقة أو يحميهم ويندرجون اليوم في لائحة معتدلي واشنطن الموكل اليهم تنفيذ خارطة "الشرق الاوسط الجديد".. لذلك فإن هذه الادارة غير مستعدة للتفريط بهذه الحكومة ورئيسها، لا بل كما يقول أحد قادة المعارضة، فإنها "خططت لتتبوأ هذه الحكومة مقاليد الرئاسة الأولى" الى حين تعيد ادارة بوش مراجعة حساباتها وترتيب أولوياتها، وعندها فإن فخامة السنيورة يكون قد انتهت صلاحيته.
كثيرون يقولون إن المعارضة كانت قادرة على الحسم منذ نزلت الى الشارع.. ويعودون اليوم للقول إن المعارضة باستطاعتها أن تضع حداً لهذا الفريق الذي انقلب على المواثيق والأعراف والدستور..
المعارضة منذ ما قبل 1 كانون الأول كانت حريصة على السلم الأهلي وما زال هذا ما يحكم كل حركتها.. لكن الفريق الحاكم ومن هم خلفه، مستعدون لأي شيء ليبقى السنيورة أو نهجه هو الحاكم الوحيد.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد 1243 ـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007