ارشيف من : 2005-2008
بلا مواربة: "لعب الكشاتبين"
أسوأ ما يمكن أن يشهده بلد ما هو حفنة من الساسة الذين يتعاطون مع قضاياه بصيغة المماحكة و"الزرزكة" و"لعب الكشاتبين" ونقلات "الداما" القصيرة المدى و"تزريكات" طاولة الزهر، بعيداً عن التفكير بالمصالح العليا والأخطار الكبرى.
والأسوأ من ذلك أن يسمّى هذا سياسة، وأن يجري التعامل معه على أنه "عمل وطني"، وأن يمنح ممارسوه لقب "سياسيين"، لا بل قد يحملون ألقاب "رجال دولة".
أشخاص يقولون اليوم شيئاً ويقولون غداً عكسه بكل وقاحة، من دون أن يرف لهم جفن أو أن يحسوا بشيء من الخجل أو من تأنيب الضمير.
يرفضون اليوم مع كل الصراخ الممكن ما يقبلونه غداً مع كل الترحيب المتقن، ويقولون في كلتا الحالتين إنهم كانوا يقومون بـ"ما يمليه عليه ضميرهم".
ليس في هذا أي غرابة، وإن كان يحمل أقصى درجات السوء، فهو نابع من مسلّمة واحدة لا ينكرون ثباتهم عليها: "كلمة السر".
لعلّهم يقبلون اليوم بما رفضوه بالأمس، خوفاً من أن يقبلوا غداً بما يرفضونه اليوم.. والخوف الأكبر عندهم أن يبقى الوضع كما هو.. فيبقى "الملك المتوّج أميركياً" حيث هو.
لعبة سيئة.. يلعبها أناس سيئون.
محمود ريا
الانتقاد/ العدد1243 ـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007