ارشيف من : 2005-2008

قياديون في المعارضة: سنواجه الفراغ بمختلف السبل السلمية

قياديون في المعارضة: سنواجه الفراغ بمختلف السبل السلمية

تجمع المعارضة الوطنية في لبنان على أن الاعتصام الذي دخل عامه الأول هو وسيلة من وسائل الاحتجاج السلمية، وأن بقاءه طيلة هذه المدة دليل على صمود وثبات الموقف. كما انه يعبر عن رأي غالبية الشعب اللبناني، وهو وقف سدا منيعا في وجه المشروع الاميركي. وتؤكد المعارضة ضرورة مواجهة الفراغ الحاصل في البلاد، وبالتالي فإنها تدرس خياراتها المقبلة إذا بقي الوضع على ما هو عليه. أما ما يتعلق بمشاركة لبنان في مؤتمر أنابوليس فهو خطأ كبير ارتكبه الفريق الحاكم.. وترى المعارضة أن هذا المؤتمر ليس في مصلحة القضية الفلسطينية ولا اللبنانية، وسيكون مصيره الفشل كما غيره من المؤتمرات.
الاعتصام بعد عام والفراغ الذي تعهده الفريق الحاكم الى مشاركة الحكومة في مؤتمر أنابوليس، ثلاث قضايا كانت محور حديث "الانتقاد" مع عدد من قياديي المعارضة اللبنانية.

 
شعبان
يؤكد الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان أن الاعتصام "حقق وجهة نظر ما يساوي أو يزيد على نصف الشعب اللبناني حاليا، وهو تعبير سلمي بقي بعيدا عن الحالة العنفية". يضيف: "الاعتصام تشكل من عدة أطياف من العوائل الروحية اللبنانية، وإن حاول البعض أن يصوره على انه يعبر عن رأي طائفة من الطوائف".
ويرى شعبان أن "الفراغ الذي نعيشه اليوم  هو مطلب أميركي لكي يتسلم فؤاد السنيورة مقاليد الحكم، بعدما فشلت أميركا في إيصال رئيس يعبر عن رأيها في تطبيق القرارات الدولية لنزع سلاح حزب الله. وتحاول من خلال مؤتمر أنابوليس تحقيق مصالحها ومصالح ربيبتها "إسرائيل"، لافتاً الى أن "رد فعل المعارضة كان مدروسا وحكيما وفوّت على الاميركي وبعض أتباعه أمنية الاقتتال الداخلي وإدخال البلاد في المجهول".
يعتبر الشيخ شعبان أن مؤتمر أنابوليس هو "محاولة من قبل الرئيس الاميركي جورج بوش لتقديم شيء لـ"إسرائيل" بعد تصاعد مشاريع المقاومة من أفغانستان الى العراق الى فلسطين ولبنان". ويوضح أن "الولايات المتحدة الاميركية تحاول أن تقدم جائزة الى "إسرائيل" عبر فك عزلتها وفك الطوق الرسمي من حولها لتصبح مثل أي دولة عربية، فيتحقق التطبيع الرسمي معها. لكن هذا لن يحصل لأن هذا الجيل ليس جيل الهزائم التي حصلت عامي 1948و1967، إنما هو جيل 25 أيار 2000 وجيل 12 تموز 2006.. هو جيل اليقين بالانتصار وبوعد الله عز وجل". ويعتبر أن "مشاركة فريق السنيورة في المؤتمر هي مشاركة لا يجوز أن تحصل، ولم يكن المطلوب أن يحضره احد لأنه مؤتمر للمفاوضة على المسلمات والثوابت، وكان من الخطأ أن تحضره هذه الدول.. فالميدان الوحيد الذي يجب أن نلتقي مع العدو فيه هو ميدان الجهاد وليس ميدان المفاوضات".
قماطي
يؤكد عضو المكتب السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي أن "الاعتصام كان وسيلة تعبير حضارية راقية عن حركة احتجاج واسعة لأغلب الشعب اللبناني ضد هذه الحكومة المحتكرة للسلطة وغير الميثاقية وغير الدستورية وغير الشرعية". ويقول: إن الاعتصام كان وسيلة حضارية ليس فقط بالحضور المليوني، ولكن أيضا في ما بينهما وما بعدهما من استمرار الحضور المكثف للناس، وهو تعبير راق من خلال البرنامج والخطاب السياسي الذي أقيم في الاعتصام، الى أن تحول الى اعتصام رمزي، وهذا ما يدل على أن الشعب اللبناني يرفض الحكومة".
أضاف: "لا أعتقد أن هناك اعتصاما في أي مكان دام سنة كاملة، وهذا يدل على إرادة شعب قوية وصمود وصبر وثبات في الموقف وفي مختلف الظروف القاسية والضغوط السياسية".
ويرى قماطي أن "المعارضة مصممة اليوم على إعطاء خيار التوافق بصورة أولية، وبذل كل المساعي والجهود الجدية والمكثفة لتحقيقه، وإذا لم يحصل فإن استمرار هذه الحكومة المتسلطة على رقاب الناس وخاصة فيما لو استعملت صلاحيات رئيس الجمهورية أو ذهبوا الى خيار النصف زائدا واحدا، فإن المعارضة لن تسمح لها بذلك بمختلف الوسائل والأساليب السلمية".
وحول مؤتمر أنابوليس يلفت قماطي الى أن هذا المؤتمر لم ينعقد لا لمصلحة فلسطين ولا لمصلحة العرب، إنما هو بالكامل لمصلحة الإدارة الاميركية لاستخدامه في الانتخابات الاميركية المقبلة، ولمصلحة الكيان الصهيوني لطبع الهوية اليهودية لهذا الكيان. لذلك فإن مشاركة لبنان فيه خصوصا مع عدم وجود أي نقطة مباشرة تتعلق بالوضع اللبناني مثل قضايا الأسرى اللبنانيين في سجون العدو واحتلال مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والخروق الإسرائيلية المتكررة للبنان والألغام والقنابل العنقودية التي زرعها العدو في أرض الجنوب، وفي ظل الارتباك السياسي القائم وفقدان الحكومة الصفة التمثيلية، فإن المشاركة كانت خطأ جسيما ودليلا جديدا على توجه الفريق الحاكم للسياسة الاميركية بالكامل".
الشريف
من جهته القيادي في حزب التحرر العربي ـ الذي يرأسه الرئيس عمر كرامي ـ خلدون الشريف يقول: "الاعتصام أعطى الدور المطلوب منه، وكان في وجه حكومة غير شرعية، وستثبت الأيام أن هذه الحكومة توغل في لا شرعيتها ولا ميثاقيتها ولا دستوريتها".
يضيف: "منذ بداية حركة الاحتجاج كان هناك إصرار لدى المعارضة في  الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان من أجل إفشال المشروع الاميركي المبني على الفوضى والتقسيم. وبهذا المعنى نجحت المعارضة في كل حركاتها الاحتجاجية، بما فيها الاعتصام في إفشال هذا المشروع حتى الآن".
ويؤكد الشريف أن مشاركة الحكومة في مؤتمر أنابوليس هي "أول "فاول" ـ خطأ ـ ترتكبه المجموعة المغتصبة للسلطة في لبنان في عهد الفراغ، ومن الآن وصاعدا سنعدّ على هذه المجموعة العديد من "الفولات" التي تطيح بكل ما لعبه لبنان من دور في التصدي للعدو الإسرائيلي وفي الحفاظ على الحقوق في الأرض والمياه". معتبراً أن هذه المشاركة "تأتي تلبية للمطلب الاميركي الذي عمل جاهدا على إبقاء هذه الحكومة اللاشرعية. لكن بالتأكيد هذا المؤتمر سيكون فاشلا كما كل المؤتمرات التي سبقته، من زيارة أنور السادات الى القدس حتى يومنا هذا".
مصعب قشمر
الانتقاد/ العدد1243 ـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007
 

2007-11-30