ارشيف من : 2005-2008
العلاقة بين مؤتمر أنابوليس وفشل إسرائيل في حربها ضد حزب الله
"معاريف" ـ حاييم شاين 19/11/2007
مؤتمر أنابوليس الذي لسبب ما يذكرني بالبعوضة التي تسبب الملاريا، هو الثمن السياسي الاكبر الذي تضطر دولة إسرائيل الى دفعه عقب الفشل في حرب لبنان الثانية.. الحرب التي ستُذكر إلى الأبد كنقطة الفصل بالنسبة الى المكانة السياسية والعسكرية لدولة إسرائيل في الشرق الاوسط. فـإسرائيل التي كانت مرسى مهماً وأساسياً في اعتبارات الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بسلوكها في منطقتنا، فقدت مكانتها في أعقاب الفشل في الحرب. فقد ظهرت إسرائيل في حرب لبنان كنمر من ورق وكدعامة متهاوية. الاميركيون احيانا سذج، ولا سيما في كل ما يتعلق بالتزامهم بالديمقراطية اليهودية، ولكن لا يمكن خداعهم اكثر من مرة واحدة.
لقد فهمت الولايات المتحدة أن الدعم المكثف لدولة إسرائيل أثناء حرب لبنان الثانية، والضوء الاخضر الذي أعطته لتحطيم محور سوريا ـ حزب الله، جبى منها ثمنا باهظا جدا على المستوى الدولي. فقد وضعت الولايات المتحدة مكانتها ومقدراتها الدولية في مصلحة إسرائيل. من ناحية الولايات المتحدة كان الحديث يدور عن رهان آمن.. اما إسرائيل فلم توفر البضاعة التي أملت بها الولايات المتحدة، وعليها أن تدفع الآن ثمن الفشل بفائدة مضاعفة. الولايات المتحدة المتورطة في أماكن عديدة في العالم، لا يمكنها أن تسمح لنفسها باختيار شريك غير مناسب. الثمن ليس ادارة ظهر المجن من الولايات المتحدة من خلال دعم الفلسطينيين والميل الواسع نحو سوريا. إسرائيل في ذروة ضعفها في الداخل وفي الخارج تتعرض للضغط من الاميركيين، وهي ستدفع بالضحايا وبالأرض ثمن الفشل في الحرب.
... الولايات المتحدة في هذه الايام بالذات تفرض على دولة إسرائيل واقعا جغرافيا سياسيا وأمنيا لا يمكنها ان تحتمله على مدى الزمن. اليأس والاكتئاب نتيجة الفساد وفقدان السبيل سيكونان لا شيء مقابل ما ينتظر المجتمع الاسرائيلي من العودة الى حدود 1967، ومن التنازلات في القدس وفي يهودا والسامرة.
حكومة إسرائيل لفت الضعف بأيديولوجيا السلام وضمان وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. لقد سبق لنا أن شهدنا هذا الفيلم، الفيلم الذي انتهى بسفك الدماء. الرئيس شمعون بيريس يعود مرة أخرى ليبيع البضاعة المستعملة للشرق الاوسط الجديد.. أولمرت وباراك يتنافسان بينهما لمن يتنازلان.. بداية للفلسطينيين أم للسوريين.. كابوس يتكرر مرة تلو اخرى.
تماسك المجتمع الاسرائيلي آخذ بالتبدد.. إسرائيل توجد اليوم في خطر وجودي ولا يوجد من يرفع العلم قبل لحظات من دخول الدولة غمامة لا يمكن تقدير نتائجها.
إسرائيل تدفع في أنابوليس ثمن فشلها في لبنان
"هآرتس" ـ ألوف بن 26/11/2007
تدفع إسرائيل اليوم ـ وإن كان ذلك متأخرا ـ ثمن فشلها في لبنان. فالحرج الذي سببته آنذاك لأميركا وللمعسكر المعتدل في المنطقة يكلفها الآن طلبا متجددا بالانسحاب من المناطق "الفلسطينية المحتلة" والقيام بخطوات لـ"تعزيز أبو مازن". أو كما يقول أولمرت، أصبح ثمن الوضع الراهن لا يُحتمل.. إسرائيل معنية ايضا بتعزيز الجبهة التي تواجه ايران، وربما ايضا بقصف أميركي للمنشآت الذرية الايرانية ما ظل بوش في السلطة. لهذا ايضا ثمن، هو وعد إسرائيلي بإنهاء الاحتلال وبإقامة دولة فلسطينية.. هذا ما يتوقعه بوش والجماعة الدولية.
نجح أولمرت في الحصول على مهلة للقرارات الصعبة حقا، ونجح في شراء البطاقة الى أنابوليس بثمن رخيص نسبيا، هو الموافقة على الحديث في التسوية الدائمة مع تأجيل تنفيذها، وإطلاق بضع مئات من السجناء، ونشر افراد شرطة فلسطينيين في نابلس، ونقل مدرعات وذخائر لقوات امن عباس. بقي ائتلافه في هذه الأثناء على حاله، مع عدم هدوء متزايد من قبل أفيغدور ليبرمان. لكن عندما تنقضي المراسم والتقاط الصور، سيحتاج الى قدرته كلها للمناورة من اجل ان يغطس في "القضايا الجوهرية"، ويبقى في الوقت نفسه جافا في الحكم.
الانتقاد/ العدد1243 ـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007