ارشيف من : 2005-2008

من دفتر المجاهدين : الاحتلال يرى جهنم في دبل

من دفتر المجاهدين : الاحتلال يرى جهنم في دبل

دبل 9 آب 2006
يروى المجاهد حبيب:

انتشلني خبرٌ من بئر الزمن المتسارع: "هناك صيد ثمين في أحد البيوت". فذهبتُ على عجل لأستوضح الامر. كانت مجموعة من الاسرائيليين موجودة في منزلٍ قريب، فتركتُ مهمة الرمي لشابين في مقتبل العمر، لأعود بتلهفٍ الى منظار الرصد لأراقب الصيد الثمين.
أُطلق الصاروخ، والابتسامة التي علتْ ثغري انقلبت الى تعجب، لقد توجه الصاروخ الى الهدف بدقة، ولكن قبل وصوله انحرف بطريقةٍ عمودية لم ولن أرى مثلها في حياتي! ولاحقته نظراتي وهو يتسلق جبلٍ القوزح المواجه بانتظار ان ينفجر، ولكن الصاروخ وقع خلفه.
لم أفهم ما الذي حدث. استخرت الله بمحاولة ثانية فكانت الخيرة* (غير جيدة).
هدأت قليلاً، وبعد وقتٍ قصير، رصد مجاهد حركة غريبة أمام ثلاثة كاراجات متلاصقة في دبل وقريبة من المنزل الذي استهدف، فتوجهتُ الى المرصد، كان ثمة جندي في الخارج، تأكدتُ من وجود مجموعة عسكرية في الداخل، وسرعان ما ظهر الجندي الثاني، فالثالث و..السابع،  منهم من يحمل سلاحاً، ومنهم دون درع. سبعة جنود في الخارج، اذاً فكم عدد الموجودين في الداخل؟
ركضتُ بسرعة لأجلب رامي الصواريخ ومساعده، وتركتُ راصداً ينقل لي الأخبار. وصلتُ إليهما وأخبرتهما عن الأمر. مؤكداً لهما ان الهدف (حرزان)، في نفس الوقت أعلمني الراصد: لقد أصبحوا اثني عشر جندياً اسرائيلياً.
هيا قم بسرعة . قلتُ له والغبطة قد استولت على كياني، وصورة "الصاروخ الضائع" اتضحت أمامي، فلو انه انفجر لفشلت عملية الصيد هذه..
فنظر الي بهدوء قائلاً: أنتَ تحمل الصاروخ..
أحنيتُ رأسي بالموافقة، ونظر الى مساعده وقال: وأنتَ تحملُ السيبة..
فسألته: وأنتَ ماذا تفعل؟ ضحك بثقة: أنا أرمي الصاروخ..
ركضنا نحن الثلاثة في طريق مكشوفة لطائرات الاستطلاع والطيران الحربي. وصلنا بسرعة الى المكان المطلوب، وهيأنا صاروخين.
طلبتُ الى الرامي ان يضرب الباب الشمالي للكاراج، وذهبت بسرعة لأراقب عبر المنظار.
أطلق صاروخاً ضد الدروع، ولكنه اصاب الباب الايمن. ضربت رأسي بيدي: ماذا فعل؟ فقدنا صاروخاً..
لم أكن اعرف حتى تلك اللحظة ان الكاراجات من الداخل مفتوحة على بعضها، وأن العدد أكبر بكثير مما كنا نتوقع. بدأ الجنود الاسرائيليون يخرجون كالنحلِ من قفيرهم: "انهم جنود النخبة في لواء المظليين"، منهم من كان يحترق ويحاول ان يطفئ نفسه بالتراب فأشعل الحشائش اليابسة من حوله، وآخرون يضربون انفسهم بالاسفلت.
كان مشهداً لن أنساه في حياتي، مجموعة كبيرة من الجنود يبكون ويصرخون، وقد خرجوا من الكاراجات الى الحقل المقابل حتى دون ان يساعدوا جريحاً واحداً في الداخل.
وسرعان ما عاد ضابطهم وبعض الجنود ليرسل اشارة الى طائراتهم ظنّاً منه انها من قصفته، وما أن وصل الى الداخل، حتى كان صاروخنا الثاني بانتظاره..
تسعة قتلى وتسعة عشر جريحا بحسب اعتراف العدو، ولكني رأيت نحو مئة وعشرين جندياً في المنطقة، حملوا جرحاهم تحت جنح الظلام وساروا مسافات  بـ"مسير الحمالات " بعد ان رفضت الطائرة المروحية الهبوط من أجل انقاذهم خوفاً من نيران المقاومة.
(*) الخيرة: هي دعاء يطلب فيه الهدي للفعل أو تركه من الله تعالى.
الانتقاد/ العدد الخاص بالانتصار ـ 17 آب/أغسطس 2007

2007-08-17