ارشيف من : 2005-2008
من دفاتر المجاهدين : المشاة الخائفون
الطيري 8 آب 2006
بعد سقوط ورقة اليوم الرابع والعشرين من الحرب. اقتربت من القرية عند الواحدة ليلاً سريتان من مشاة الجنود الإسرائيليين بغية السيطرة على الأماكن الاستراتيجية.
مداخل البلدة مؤمّنة بالعبوات، والمجموعات الساهرة لا تجد فيها إلا من يستأنسُ بالموت. وما إن كشفَ ضوء قمر الثالث عشر من رجب خيالات الجنود، حتى اشتعلت البنادق في أيدي المجاهدين. معركة قصيرة جداً انكفأت على إثرها السريتان تاركة لطائرات الاستطلاع المزودة بالصواريخ مهمة تأمين انسحابهم ناحية موقع الجاموس حيث ابتلعت كروم الزيتون المظلمة ظِلالهم، فيما بدأت الطائرات الحربية تحصدُ قطع الليل بصواريخها، رداً على الاستهداف المباشر الذي تعرض له الجنود. فيما استطاعت قوة معادية التمركز في مدينة الملاهي شمالي القرية.
أربعة أيام من مناوشات خفيفة، والإسرائيلي لا يجرؤ على رفع رأسه، ولكنهم في النهاية خرجوا إلى تل (شميس) ومعهم الإصابات وانتشروا بانتظار وصول الآليات إليهم، غير أن قذائف المجاهدين كانت أسرع، فأصيب جندي بقذيفة (ب7)، عندها عرفوا انهم مكشوفون، وأن طريق انسحابهم صعبة. كان أحد الجنود يركض على الإسفلت ببطء شديد لثقل الحمل على ظهره، فأخذ المجاهد وقته وهو يصوّب عليه قبل أن تضغط إصبعه على الزناد فأرداه قتيلاً، فركض إليه رفيقه لسحبه، فاصطادته الرصاصة الثانية، فاختبأ الثالث خلف سيارة متوقفة إلى جانب الطريق، ولكنه سرعان ما طار في الهواء اثر قذيفة أصابته ليقع بالقرب من رفاقه.
في الوقت ذاته استهدف مجاهد آليتين في مدينة الملاهي فاحترقتا، وهُرع من بداخلهما كالنحل من القفير بحثاً عن ملجأ لهم، فلم يجدوا سوى غرفة صغيرة في معملٍ للأحجار. كانوا أكثر من عشرة جنود في مسافة تقل عن الثلاثة أمتار، ومنظار مجاهد في بيت ياحون يلاحقهم، حتى إذا ما اطمئن انهم صاروا بداخلها استهدفها بصاروخٍ تصدعت على إثره الغرفة.
لم يعرفوا ماذا سيفعلون، انهم يتحركون في بقعة مكشوفة لجميع الجهات، فلجأوا إلى قبو صغير، وبدأوا برمي القنابل الدخانية بكثافة، تأميناً لانسحابهم، وقد ساروا أكثر من أربعة كيلومترات وهم يحملون الجرحى على الحمالات إلى أن وصلت الآليات لإنقاذهم.
عرف العدو أن الطيري مستنقع خطير، ولكنه أصر على الغرق فيه، ففي الثاني عشر من آب تقدمت آليات وجرافة باتجاه الطيري من خلف تل الخزان، وقد جرفوا طريقاً جديدة للوصول إلى مثلث حداثا. لكن شيئاً لم يختلف، فالعبوات والرماة ضد الدروع بالانتظار. وصلت الجرافة إلى مكانٍ قريب من مركز الطوارئ، والآليات إلى مدخل الطيري، وخلفهم وقف مجاهد وبسرعة أطلق صاروخين فتعطلت آلية وجرافة، وقد احترق سائقها على الفور، عندها أدارت دبابتا الميركافا مدفعيتهما لتستهدفا المكان في محاولة لسحب السائق القتيل، ثم سارعوا للانسحاب تحت وابلٍ من قذائف المقاومين، وقد سُحبت الجرافة إلى مثلث الطيري حيثُ كسرت وانقلبت على جنبها.
الانتقاد/ العدد الخاص بالانتصار ـ 17 آب/أغسطس 2007