ارشيف من : 2005-2008

"إسرائيل" تعترف بهزيمتها

"إسرائيل" تعترف بهزيمتها

كلما مر الوقت اتضحت اكثر فأكثر الاهمية الاستراتيجية والتاريخية التي ينطوي عليها النصر الذي حققه حزب الله في دفاعه عن لبنان. لكن بالرغم من ذلك نجد بعض من ربط نجاح "مشروعه" بنجاح العدوان في تحقيقه اهدافه المرسومة اميركيا واسرائيليا، يشكك بهذا النصر ويحاول تطويق مفاعيله وتداعياته. ولعل من ابرز المفارقات هو انه في مقابل هؤلاء تبرز الطبقة السياسية والعسكرية الاسرائيلية التي تؤكد هزيمة وفشل العدوان الاسرائيلي، وتكفي دلالة على ذلك الوضع الذي آل إليه الكيان الإسرائيلي في اعقاب هذا العدوان، والاعترافات الكثيرة جدا التي صدرت من كبار القادة السياسيين والعسكريين الذين تعددت توصيفاتهم للنتائج بين "ضربة قاصمة" لإسرائيل، إلى "هزيمة غير مسبوقة"، إلى "كارثة وطنية"، إلى الإقرار بأنه "لا سبيل لاقتلاع حزب الله أو سحقه"...
وعليه نقدم في هذه المقالة بعضا من هذه الاعترافات لكبار المسؤولين الإسرائيليين:

ـ اعتراف رئيسي الموساد والشاباك:
الحرب كانت كارثة وطنية تلقت خلالها اسرائيل ضربة قاصمة
بعد وقت قصير على انتهاء الحرب وصل رئيس الموساد مئير دغان، ورئيس الشاباك يوفال ديسكين، الى مكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت في القدس... طلبا خلالها من السكرتير العسكري الخروج وهو طلب غير عادي، وقالا خلالها لاولمرت: "الحرب كانت كارثة وطنية تلقت فيها اسرائيل ضربة قاصمة"...
(يديعوت احرونوت/31/3/2007 وكتاب أسرى في لبنان الحقيقة عن حرب لبنان الثانية/ يواف ليمور وعوفر شيلح)

ـ اعتراف رئيس لجنة تحديث نظرية الامن القومي الاسرائيلي دان ميريدور:
اسرائيل في مرحلة الحضيض والانكسار
وصف ميريدور، خلال كلمة له امام مؤتمر النادي التجاري والصناعي في تل ابيب، الوضع في اسرائيل بعد حرب لبنان "لم يسبق ان شهدت إسرائيل امرا كهذا... وصلنا إلى نقطة الحضيض... إسرائيل الآن في حالة انكسار وينبغي ان نأمل ان يستخدم التقرير رافعة لاعادة التوازن والتعقل للحكومة الإسرائيلية".
(يديعوت احرونوت/12/5/2007)
 

ـ اعتراف وزير الدفاع الاسرائيلي الحالي ايهود باراك:
الحرب كانت فشلا، تآكلت فيها قدرة الردع الاسرائيلية بشكل حاد
وصف أيهود باراك، أمام مؤتمر ذكرى ضحايا المدارس الداخلية العسكرية في حيفا، حرب لبنان بأنها "كانت فشلا"، وأشار أيضا إلى انه يوجد في إسرائيل انكسار جماهيري "لا يجب الاستخفاف بأهميته"، والناتج من سببين أساسيين. "تجربة الفشل في الحرب الأخيرة، التي أدت إلى تآكل حاد في قدرة الردع الإسرائيلية، التي بنيت هنا في الأعوام الستين الأخيرة، وملامح القيم التي انهارت".
(معاريف ويديعوت احرونوت 20/4/2007)
 
ـ اعتراف رئيس هيئة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي، موشيه يعلون:
حزب الله ظاهرة متجذرة لا يمكن سحقه
كان واضحا عندي أن حزب الله ظاهرة متجذرة لا يمكن سحقه عبر عملية عسكرية. كان واضحا عندي ايضا أنه لا يوجد حل عسكري قاطع في مواجهة منظومة الصواريخ (لدى حزب الله). لهذا شجعت عملا سياسيا يفضي آخر الأمر الى نزع سلاح حزب الله نتاج عملية داخلية ـ لبنانية...
... أدركت أنه لا سبيل لاقتلاع حزب الله من قلوب الشيعة في لبنان. وكذلك أدركت أنه لا توجد وسيلة تُزيل تهديد صواريخ الكاتيوشا مرة واحدة، وبناء على ذلك اقترحت العمل على نحو سياسي ـ عسكري من اجل احتواء حزب الله، وتضييق مجال مناورته، وأن نفضي آخر الأمر الى أن يروه في لبنان على انه غير شرعي.
بدل التنسيق مع الاميركيين لكي يكفّوا والعملية في أوجها، ولكي يحركوا عملية سياسية لنزع سلاح حزب الله، طلبوا من الأميركيين وقتا آخر. جعلوا الاميركيين يفهمون أننا نملك وسيلة تفضي الى اخضاع حزب الله اخضاعا عسكريا. ولقد علمت أنه لا توجد وسيلة كهذه. علمت أن منطق العملية هو أن تكون محدودة الوقت وألا تطول.
لم يتبينوا ما الذي يعرف الجيش إنجازه وما الذي لا يعرف، بدأوا يطالبون بتحقيق انجاز غير ممكن. وبدل التمسك بالخطة التنفيذية للجيش الإسرائيلي ارتجلوا وارتجلوا وارتجلوا ثم ارتجلوا. بدل قطف انجازات سياسية في اللحظة الصحيحة استمروا في استعمال القوة. واستعمال القوة الزائد في وضع كهذا مُدمر. إنه يصبح سيفا ذا حدين. عندما تُدير لولبا ويصل الى نقطة معينة يجب أن تكف. اذا ما تابعت ادارته فإنك تجتثه من مكانه. تفتح بدل أن تُغلق. وهذا ما حدث هنا".. "يجب أن ندرك حدود القوة. من لا يدرك حدود القوة لا يجوز له قيادة القوة".
"تشكل عند المستوى السياسي احساس ـ غذاه رئيس الاركان ـ أنه يمكن عبر الجو حسم المسألة. وعندما تبين أن الاجراء الجوي لا يُلبي الحاجة نشأت خيبة أمل. وبدأ البحث اليائس عن اجراء يعطي احساسا ما بالنصر. وعندها نشأت الفكرة المعوجة لعملية برية لكيلومتر واحد. وهي معوجة لأن الهدف الذي حُدِّد هو تدمير مواقع حزب الله بقرب الحدود. ولكن اذا لم يُنزع سلاح حزب الله فإنه سيبني مواقع من جديد. اما اذا نُزع سلاحه فلا داعٍ لتدمير المواقع. لهذا فإن فكرة استعمال القوات في مارون الراس كانت بلا أساس. لم أفهمها. لم أفهم من أين جاءت. لم أعرف خطة كهذه.
هآرتس ـ آري شبيط/15/9/2006
 
ـ اعتراف وزير الدفاع الاسبق، موشيه ارينز:
تلقت اسرائيل هزيمة لاول مرة في تاريخها
قال وزير الدفاع الاسبق موشيه ارينس ان اسرائيل تلقت لاول مرة في تاريخها هزيمة (وتعليقا على من يشكك بأن تكون اسرائيل قد مُنيت بهزيمة، لانها حققت بعض الانجازات التكتيكية هنا او هناك) قال ارينس "هل يوجد حرب لا ينجح فيها الطرف المهزوم من توجيه ضربات جيدة، لكن النتيجة النهائية هي 250 صاروخا اطلقوا ضد اسرائيل في اليوم الاخير".
مقابلة مع القناة السابعة (اذاعة المستوطنين) 22/1/2007
 
ـ اعتراف زئيف شيف المعلق الاستراتيجي في صحيفة هآرتس
الفشل ليس في المعدات واللوجستية بل في الاستراتيجية
ما حصل في حرب لبنان الثانية كان فشل الاستراتيجية الاسرائيلية وفشل المجموعة التي خططت للحرب وقادتها. الخلل الاكبر لم ينبع من عدم وجود معدات او فشل المنظومة اللوجستية ولا من خلل في مخازن الاحتياط. هذه مشاكل يجب فحصها، ولكن الجواب ليس فيها بل في الاستراتيجية الاسرائيلية.
(هآرتس - زئيف شيف2/1/2007)

 
فشل الوسائل الذكية في مواجهة حزب الله
أطلق الجيش الإسرائيلي على الأقل مئة وخمسين ألف قذيفة، (ووفق مصدر آخر 170 ألف قذيفة) خلال حربه الأخيرة على لبنان، ويبدو ان هذا  أكثر من جميع ما أطلقه خلال حروب "إسرائيل" مجتمعة حتى الآن. وقام سلاح الجو بأكثر من 12000 طلعة، ثلث هذه الطلعات، على الأقل، كان قتالياً، وتم خلالها على الاقل القاء 8000 قنبلة من بينها 7000 "قنبلة ذكية". وإذا صدقنا الجيش الإسرائيلي، وليس حزب الله، بأننا قتلنا حوالى 600 عنصر لحزب الله. وبحساب بسيط، ألقينا، من اجل قتل عنصر في حزب الله على الأقل 11 قنبلة "ذكية"، سعر كل واحدة منها عشرات آلاف الدولارات، وأطلقنا ايضا اكثر من 250 قذيفة وصرفنا حوالى 12.500.000 شيكل من اجل قتل عنصر واحد من حزب الله. اما إذا صدقنا حزب الله، الذي يقول الحقيقة بصورة عامة في مواضيع كهذه، فإن 250 من مقاتليه فقط قتلوا، وبالتالي تصبح الارقام السالفة مخيفة بأضعاف مضاعفة.
معاريف 21/12/2006
إعداد : جهاد حيدر
الانتقاد/ العدد الخاص بالانتصار ـ 17 آب/أغسطس 2007

2007-08-17