ارشيف من : 2005-2008
إسرائيل تساوي بين المرشح الرئاسي اللبناني ميشيل إده وسلاح حزب الله في تهديد أمنها ، وتعتبره نسخة مارونية من حسن نصر الله
، فإن واقع الأمر ليس كذلك في وجهه غير المرئي ، أو هذا ما يمكن استنتاجه على الأقل من المراسلات الإسرائيلية ـ الأميركية خلال الأيام الأخيرة .
مصدر مقرب من مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية أهارون أبراموفيتش كشف أن الحكومة الإسرائيلية أرسلت الأسبوع الماضي مذكرة إلى البيت الأبيض حذرت فيها من مغبة القبول بوصول المرشح الرئاسي اللبناني ميشال إده ، الوزير والرئيس الأسبق للرابطة المارونية في لبنان ، إلى سدة الرئاسة ، وساوت بينه وبين سلاح حزب الله في تهديد أمن إسرائيل ، واعتبرته ” نسخة مارونية من حسن نصر الله الشيعي ” .
وقال المصدر إن المذكرة التي أعدتها شعبة الدراسات والأبحاث في جهاز ” الموساد” تضمنت أكثر من خمسين وثيقة مرئية ( أشرطة فيديو ) ومسموعة ( تسجيلات إذاعية ) و مقتطفات من مقابلات صحفية وكتابات نشرها خلال سنوات طويلة من نشاطه العام ، تظهر ” عداءه لإسرائيل والسامية ” . وقال المصدر إن المذكرة بينت أن الطريقة التي ينظر بها ميشال إده إلى إسرائيل ومستقبلها ودورها في المنطقة ” لا تقل خطرا عن سلاح حزب الله ومشروعه السياسي ” ، فهو ـ والكلام للمصدر والمذكرة ـ يعتبر إسرائيل ” خطرا على المنطقة والعرب في حالة السلام أكثر منها في حالة الحرب ” .
وقال المصدر إن إحدى الوثائق تبين أن ميشال إده شبه إمكانية عيش العرب بسلام مع إسرائيل بأن يقوم شخص بوضع عقرب أو أفعي تحت وسادته ثم يحاول النوم بعمق ! وبحسب المصدر ، فإن المذكرة التي أرسلت منها نسخ إلى واشنطن وباريس ولندن وصفت ميشال إده بأنه ” المرجعية الفكرية والسياسية اللبنانية الأولى ، وأحد المرجعيات العربية القليلة ، في تاريخ الحركة الصهيونية وفكرها وفلسفتها ، والأكثر عداء وتطرفا في رؤيته لإسرائيل حتى بالقياس إلى بعض المتطرفين الشيعة والسنة (…) وربما كان أكثر تطرفا في رؤيته من حسن نصر الله نفسه وحركة حماس ذاتها ” .
وقال المصدر إن المذكرة تضمنت كذلك ملفا استخباريا حول علاقة ميشيل إده بالنظام السوري وبرئيسه الراحل حافظ الأسد والحظوة التي كان يخصه بها هذا الأخير على امتداد الحرب الأهلية اللبنانية والوصاية السورية على لبنان ، مشيرا إلى أن الخلاصة التي وصلت إليها المذكرة تشير إلى ” استحالة تطبيق القرار 1559 إذا ما وصل ميشال إده إلى سدة الرئاسة ” !
تبقى الإشارة إلى أن الأكثرية النيابية الحاكمة في لبنان ، واستنادا إلى ما نشرته الصحافة اللبنانية خلال اليومين الماضيين ، وضعت ” فيتو ” على المرشح ميشال إده الذي ورد اسمه في ذيل قائمة المرشحين الستة التي وضعها البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير .
المصدر : موقع "ليبانون رايتس"