ارشيف من : 2005-2008
مؤتمر "أوقفوا الحرب" في لندن: نافذة لإطلالة رؤية المقاومة على العالم
لندن ـ "الانتقاد"
كان حزب الله النجم الأبرز لمؤتمر منظمة ائتلاف "أوقفوا الحرب" البريطانية الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن في الأول من كانون الأول/ ديسمبر الحالي. فقد استقبل الجمهور الذي زاد على ألف ومئتي مشارك جاؤوا من 26 دولة، وبينهم أعضاء في البرلمان الأوروبي والبرلمان البريطاني والبرلمان المصري، كلمة ممثل الحزب في المؤتمر بالحفاوة البالغة التي تليق بحزب طليعي مقاوم كحزب الله، وقوطعت الكلمة بالتصفيق مرات عدة.
الوفود التي شاركت جاءت من الدول التالية: كندا، جمهورية التشك، الدانمرك، فرنسا، ألمانيا، اليونان، مصر، ايسلندا، ايران، العراق، ايرلندا، ايطاليا، كينيا، لبنان، هولندا، باكستان، فلسطين، بولندا، الصومال، كوريا الجنوبية، اسبانيا، تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة وفنزويلا.. وهي تمثل مجموعة أو حزبا أو منظمة.
وقد تحدث في الجلسة الافتتاحية كل من رئيس منظمة "أوقفوا الحرب" طوني بن، والقيادية في المنظمة لندسي جرمان، ورئيس تحرير صحيفة "الانتقاد" الأسبوعية إبراهيم الموسوي، ورئيس اتحاد عمال النفط العراقيين حسن جمعة، وعضو البرلمان البريطاني جورج غالاواي، والمساعد السابق للأمم المتحدة لشؤون العراق هانس فون سيونيك.
وألقيت كلمات أخرى كان أبرزها كلمة رئيس الحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة التي عرض فيها للأزمة اللبنانية من جوانبها كافة وسبل الخروج منها.. وقد لاقت استحسان الجمهور ايضا. وكلمة المساعد السابق لأمين عام الامم المتحدة لشؤون العراق هانس فون سبونيك، والمساعد السابق لأمين عام الامم المتحدة دينيس هاليداي، والنائب في البرلمان المصري حامدين صباحي. وتخللت المؤتمر ايضا اربع ندوات فرعية تمحورت حول ايران والشرق الاوسط، احتلال العراق، أفغانستان وباكستان، وحركات مناهضة الحرب في أوروبا. وتعاقب على الكلام عدد من قادة الاحزاب والمنظمات غير الحكومية والخبراء من عدد من البلدان المشاركة.
كان عنوان المؤتمر لهذه السنة "امنعوا الحرب على ايران"، وقد وقع المؤتمرون بياناً ختامياً تعهدوا فيه بالتحرك بقوة في الشارع وحشد أوسع قاعدة من الجماهير في العديد من عواصم العالم للتظاهر ومنع الحرب. وقد أقرّ المجتمعون تنظيم تظاهرات ضخمة في معظم عواصم العالم, سيما عواصم دول الوفود المشاركة بين 15 و22 آذار المقبل التي تصادف الذكرى الخامسة للغزو والاحتلال الأميركيين للعراق، وسيكون عنوان هذه التظاهرات المطالبة بسحب الجيوش المحتلة من العراق وأفغانستان والتصدي لأي حرب ضد ايران.
كانت كلمة رئيس تحرير "الانتقاد" في الجلسة الافتتاحية صباحاً، وما إن قدّم عريف الحفل الكلمة حتى امتلأت القاعة بالتصفيق الحاد والترحيب الكبير لمجرد ذكر كلمة حزب الله.
الكلمة استمرت 10 دقائق ساد فيها الصمت القاعة، واستمع الجميع بإنصات كلي واهتمام شديد لم يقطعهما الا التصفيق بين الحين والآخر استحساناً. وقد شكر رئيس التحرير باسم حزب الله المواقف التي صدرت في بريطانيا رفضا وإدانة للحرب, والتظاهرات التي سارت دعماً للمقاومة وطلباً لوقف المجازر والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان. وبيّن الطبيعة الدفاعية للمقاومة بما هي مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، تقاوم على أرض لبنانية لحماية المدنيين وتحرير الأرض، وكيف استطاعت أن تؤمن التوازن الرادع لحماية المدنيين وردع العدوان. كما بيّن كيف أن الحزب هو حزب سياسي أيضاً لديه حضوره في قطاعات المجتمع المدني كافة، اضافة إلى تمثيله في البرلمان والحكومة حتى أمد قريب. وأوضح ما هو الحزب وماذا يريد وكيف يعمل في لبنان، وأنه ليس لديه مشكلة مع أي مجموعة من الناس بسبب عرقهم أو لونهم أو ديانتهم أو مواقفهم السياسية، إلا اذا كانوا محتلين معتدين أو داعمين لهم، كما هي الحال مع العدو الاسرائيلي. وقد لاقت الكلمة الاستحسان ووُضعت على موقع منظمة "أوقفوا الحرب" كاملة مصوّرة بالصوت والصورة كفيديو، وفُتح المجال للتعليق عليها، فجاءت تعليقات كثيرة ترحب بحضور من يمكن ان يتحدث باسم الحزب هناك. وعندما تطرقت الكلمة للقضية الفلسطينية وأنها ليست قضية اسلامية أو عربية أو فلسطينية أو شرق أوسطية، بل هي قضية انسانية تخص كل انسان حر وشريف ويؤمن بالكرامة الانسانية، علا التصفيق الحاد.. وكذلك الأمر عندما تحدث عن سياسة حزب الله، وكيف أنه يقدّم الاستقرار السياسي والاجتماعي على غيره، ويضحي في سبيل ذلك، ولا يطلب مكاسب سياسية مقابل انتصاراته العسكرية كما في حرب تموز، عندما سأل أحد الزعماء اللبنانيين لمن سيهدي حزب الله النصر! وعندما ذكرت الكلمة أن قائد المقاومة وأمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أهدى النصر لكل اللبنانيين والمظلومين والمضطهدين والفلسطينيين والعرب والشرفاء الأحرار في أي مكان من العالم، اشتعلت القاعة بالتصفيق.
وتعرض رئيس التحرير لمشكلة المصطلحات والمفاهيم والتعريفات، فأشار إلى أن الولايات المتحدة تصنف المقاومين والشرفاء وحركات التحرر على انها حركات ارهابية، وأن هذه حرب شرسة أخرى لتشويه صورتنا وتضليل الرأي العام، وأنه علينا أن نوجد قاموسنا الخاص كرافضين للاحتلال والهيمنة، كما علينا التواصل كشعوب وحركات وأحرار شرفاء، ولا ننتظر الساسة الرسميين ليقرروا مصيرنا.
ولم يقتصر دور الكلمة التي أُلقيت باللغة الانكليزية على التعريف بدور حزب الله بين الحاضرين في المؤتمر، بل انها كانت ذات أهمية أيضاً من خلال نشرها كاملة على شبكة الانترنت في موقع المنظمة، وعلى موقع "اليوتيوب" العالمي حيث شاهدها المئات، وجاءت بعض التعليقات عليها.
"أوقفوا الحرب" منظمة فاعلة، مؤتمر يصبح ملتقى عالمياً للرافضين للهيمنة الأميركية، جاء الحضور اللبناني فيه متناسباً مع أهمية هذا الحدث، وشارحاً وجهة نظر القوى الوطنية اللبنانية، وعلى رأسها حزب الله، مما يحدث في لبنان والمنطقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ تعليقات على الكلمة:
سجل عدد من مشاهدي كلمة رئيس تحرير "الانتقاد" على موقع "يوتيوب" العالمي الشهير على شبكة الانترنت تعليقاتهم على ما جاء في الكلمة، وهذا بعض ما كتبه المشاهدون:
- لقد كانت فرصة جيدة جداً أن نستمع الى السيد موسوي، وآمل أن يأتينا مزيد من الزوار من الحزب الذي ينتمي اليه للاستماع اليهم وطرح الأسئلة عليهم، لنستطيع أن نفهم بأنفسنا وجهة نظر الحزب، وساعتئذ سيكون من السهل علينا أن نحكم ما اذا كان حزب الله حركة مقاومة ام منظمة ارهابية.
- أنا معجب بما يقوله، ولكن حزب الله يقتل الناس، هذا امر صعب، انا لا أدعم طريقتهم في العمل، ولكن أتفهم ان الناس سيقاومون الاحتلال. أبدي تقديري وإعجابي لمشاعره حول الحرية والإنسانية.. كلمة جيدة.
- الكلمة هي شهادة مقنعة على سخافة أن ينعت حزب الله بالمنظمة الارهابية.
- إنها من المرات القليلة والنادرة التي نستمع الى ما يقوله حزب الله باللغة الانكليزية مباشرة ومن دون عملية "فلترة" وتشويه يديرها دعاة الحرب.. شكراً.
الانتقاد/ العدد1244 ـ 7 كانون الاول/ ديسمبر2007