ارشيف من : 2005-2008
تركيا: ملتقى القدس الدولي في اسطنبول تحول تظاهرة عالمية داعمة للشعب الفلسطيني ونصرة القدس الشريف
الفلسطيني ونصرة للقدس الشريف وسط مطالب بضرورة وقف عمليات التهويد والحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
فقد ندد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر معن بشور في الجلسة الافتتاحية التي حضرها نحو 3500 شخص من نحو 70 دولة بعدوان سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس.
وأشار بشور إلى ما جرى يوم الثلاثاء من قيام نواب بالكنيست الإسرائيلي بتفقد الحفريات التي تجري قرب المسجد الأقصى المبارك بزعم البحث عن آثار تثبت أحقية اليهود في المدينة المقدسة.
وأكد بشور أن حضور هذا الملتقى يمثلون أمناء المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وجميع المقدسات بالقدس، داعيا إلى ضرورة العمل على استعادتها.
وقال رئيس مجلس النواب الإندونيسي محمد هدايت نور إن الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية حمت القدس وستعمل على استعادتها.
وطالب نجاتي جيلان - رئيس وقف تركيا للمنظمات التطوعية – إحدى الجهات المنظمة للمؤتمر- بضرورة تخليص القدس أول قبلة للمسلمين ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام من الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار جيلان إلى وجود معرض ضخم تشارك فيه مائة منظمة تطوعية تركية تعرض أنشطتها ومن بينها ثلاثون تتحدث عن القدس.
وقال رئيس وزراء مصر الأسبق عزيز صدقي في كلمته - التي أكد فيها على ضرورة تقليل الكلام والاتجاه للعمل- إلى قوله "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" ضجت القاعة المحتشدة بالآلاف بالصيحات المؤيدة والتكبير والتصفيق.
وأكد صدقي أننا بحاجة الى جامعة الشعوب العربية فهي التي ستحرر القدس من الاحتلال الإسرائيلي وليس فقط ولا تكفي جامعة الدول العربية.
وشدد رئيس حزب الاحترام البريطاني المعارض جورج جالوي –الذي بدأ حديثه بالبسملة والتحية الإسلامية بالسلام عليكم ورحمة الله- على أن القدس كنز عربي وإسلامي ومسيحي، داعيا إلى ضرورة تحريرها من أيدي المغتصبين المحتلين.
وقال إن الحكومات العربية والمسيحيين في العالم مسؤولون عن تحرير مسرى الرسول من الاحتلال الإسرائيلي وتعجب ممن يسمح بالتطبيع مع هؤلاء المحتلين.
ومهد الدكتور سليم الحص – رئيس الوزراء الاسبق في لبنان - لمداخلته بتوصيف للراهن العربي، وتطورات القضية الفلسطينية، وذكر بالحلول المتداولة في الساحة العربية والسياسية ولخصها في ثلاثة مشاريع: المشروع الدولي (الرباعية وخارطة الطريق) والمشروع العربي (قمة الرياض) ومشروع المقاومة، وانتقد رهانات الحكومات العربية على هذين المشروعين وقال إن العرب يريدون أن يعقدوا سلاما في غياب تكافؤ في ميزان القوى وفي غياب ورقة الضغط القوية التي يملكونها في العملية التفاوضية (المقاومة) إذ تشترط المشاريع الدولية الملف الأمني أولا وتصفية المقاومة، وخلص سليم الحص إلى الخيار التي بقي هو خيار المقاومة، وذكر بالانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان وفي فلسطين، ودعا إلى التمسك بهذا الخيار واعتباره مدخلا أساسيا للتحرير.
وقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية : إن القدس والمسجد الأقصى هما قضية كل المسلمين والعرب والفلسطينيين وكل انسان حر كريم مشيرا إلى أنه لا كرامة ولا حرية ولا قيمة ما دامت القدس تعاني من ظلم الاحتلال.
وأضاف الشيخ رائد صلاح : أن الواجب على كل منا أن يعمل لفداء القدس بالروح والدم بعد أن يستحي من الله بسبب كل لحظة تمر على الجميع والقدس تحت الاحتلال مؤكدا أن إصرار المؤسسة الإسرائيلية على احتلال القدس والمسجد الأقصى هو إعلان حرب على كل مسلم وعربي وفلسطيني.
وحذر الشيخ رائد صلاح من أن استمرار احتلال القدس يجعلها في خطر دائم، داعيا إلى إطلاق حملة عالمية لدحر هذا الاحتلال للمدينة وللحصار في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبشر الشيخ رائد صلاح الأمة بأنه لن يدور الزمان حتى يزول الاحتلال ويعود كل لاجئ إلى أرضه وبيته في الجليل والنقب وعكا وحيفا واللد والرملة ويافا والقدس وأكناف القدس. ودعا الفلسطينيين إلى الوحدة للصمود في وجه الاحتلال.
فيما أكد علي أكبر محتشمي مستشار الرئيس الإيراني ونائب رئيس مجلس أمناء القدس الدولية أن إيران لن تتخلى عن القدس والفلسطينيين مهما بلغت الضغوط عليها.
وتحدث بعد ذلك الأب عطا الله حنا مطران القدس موجهاً التحية للحضور باسم الكنائس والمساجد في القدس العاصمة الروحية والوطنية لفلسطين وقال: سيأتي اليوم الذي نجتمع فيه في القدس .
وأضاف عطا الله حنا " إن القدس توحدنا جميعا مسلمين ومسيحيين وتوحدنا كفلسطينيين بكل أحزابنا وفصائلنا كما أن المسيحيين في فلسطين جزء من الأمة العربية حضارة وأصالة ويعتبرون كل اعتداء على المسجد الأقصى المبارك اعتداء على كنيسة القيامة كما أن كل اعتداء على كنيسة القيامة هو اعتداء على المسجد الأقصى وإذا كان المحتلون يسعون إلى تحويل القدس عاصمة أبدية لهم فاننا نقول لهم لن تتمكنوا من اقتلاع قلب العروبة لأنها تحتضن التراث العربي الأصيل" .
وطالب الأب عطا الله حنا في ختام كلمته بضرورة الخروج بقرارات عملية وأن ينتقل الواقع من الحديث إلى مساندة القدس وأهلها موجهاً التحية للشهداء وللأسرى البواسل في سجون الاحتلال .
وأكد السيد نجمي صادق رئيس اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي أن القدس هي بوابة السماء ومنها عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء ومن هنا يكتسب الملتقى أهمية كبيرة لأنه مرتبط بالقدس بما لها من أهمية إنسانية فهي تحتضن الحضارات الإنسانية .
وحذر صادق من الصراع المذهبي في صفوف الأمة مؤكداً أنه لن يأتي بخير وأهمية عدم الانسياق وراء من يؤججون الفتن خاصة وأن الحضارة الاسلامية تجمع ولا تشتت .
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تحدث الشيخ فيصل مولوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس العالمية مشيراً إلى الحشد الكبير الذي تداعى من كل بقاع الأرض إلى اسطنبول عاصمة الأرض وملتقى الشرق والغرب وذلك تلبية لنداء القدس .
بعد ذلك قام الحضور بافتتاح المعرض الذي ضم عددا كبيرا من المعروضات والرسومات حول القدس .
كما تحدث السيد محمد صبيح نيابة عن الامين العام لجامعة الدول العربية وركز فيها على وجوب الوحدة والعمل المشترك .
وكانت اعمال ملتقى القدس الدولي الخامس انطلقت على ارض حدائق المعرض على ساحل خليج مرمره في اسطنبول بمشاركة الاف المدعوين الرسميين وغير الرسميين من كبار الشخصيات العربية والاسلامية والمهتمة بقضية القدس، فيما تغيب الشيخ يوسف القرضاوي بسبب وعكة صحية لم تسمح له بالحضور . وتتواصل اليوم الجمعة اعمال الملتقى عبر محاضرات وندوات وورشات عمل تبدأ منذ الصباح وتستمر حتى ساعات المساء بامسيات شعرية وفنية على مدار ايامه الثلاثة والتي تختتم غدا السبت بالتوقيع على وثيقة اعلان اسطنبول .
شارك في اعمال الملتقى وفد كبير من الحركة الاسلامية يقف على رأسه الامين العام ر فيصل مولوي ووفد من قيادة حزب الله ضم حسن حدرج احمد ملي وابراهيم زرائق ووفد من تجمع العلماء المسلمين في لبنان ووفد من جبهة العمل الاسلامي والامين العام لحركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان ، بالاضافة الى عدد من رؤساء ومسؤولي جمعيات ومؤسسات الحركة الاسلامية منهم الشيخ علي ابو شيخه – رئيس مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية والشيخ عبدالكريم حجاجره – رئيس مؤسسة الصدقة الجارية والدكتور ابراهيم ابو جابر – مدير مركز الدراسات المعاصرة والشيخ عبدالرحمن ابو الهيجاء – مسؤول الحركة الاسلامية في المثلث الشمالي والشيخ منير ابو الهيجاء – مسؤول الحركة الاسلامية في منطقة شفاعمرو والشيخ مؤد العقبي – مسؤول الحركة الاسلامية في منطقة المثلث الجنوبي والسيد حسين رشيد – مدير مؤسسة الاسراء ، والسيد محمد زيدان – رئيس لجنتي المتابعة والقطرية ورئيس مجلس محلي كفر مندا سابقا والسيد عبدالرؤوف مواسي – رئيس مجلس محلي الفريديس وممثلون عن لجنة اقرأ للطلاب الجامعيين يقف على رأسهم رئيس الادارة الطلابية محمد فرحان بالاضافة الى مجموعة المنشدين من مؤسسة الفجر للفن الاسلامي التي عرضت اوبريت فجر الاقصى والتي تشارك في المؤتمر خلال امسياته الفنية على مدار ايامه الثلاثة .
كما نظمت ندوة بعد الظهر بعنوان (القدس الواقع والمعاناة – شهادات مقدسية أ) ورئس الجلسة الشيخ عكرمة صبري ركزت حول عدد من الموضوعات منها الاقصى والمقدسات واللدة القديمة والاسرى المقدسيين وحرية الحركة وحي المغاربة والهيكل المزعوم والكنيسة الاورثوذكسية في القدس وظاهرة المخدرات .
فيما كانت الندوة الثانية حول (القدس الواقع والمعاناة – شهادات مقدسية ب) رئسها الاستاذ عبدالعزيز السيد ودارت حو العمل الاغاثي في القدس والعمل النسائي والزراعة والموارد الطبيعية والبيوت العربية والمؤسسات المقدسية والنقابية . كما نظمت ورشة عمل حول جدار الفصل العنصري .
وكان وفد الحركة الاسلامية قد اجرى عددا من اللقاءات مع شخصيات تركية ، فقد التقى اول امس الاربعاء برئيس جمعية الحضارة الاسلامية البروفيسور احمد آغر اقجه وعضو اللجنة التحضيرية لملتقى القدس الدولي في مقر الجمعية باسطنبول ، كما التقى الوفد مع المسؤول الاداري في مؤسسة وقف الانصار محمد شرف والتي تهتم بالطلبة والتعليم والمنح الدراسية وسكن الطلاب . وكان لقاء اخر ايضا مع اعضاء جمعية الحفاظ على التراث العثماني في القدس ومقرها في اسطنبول .