ارشيف من : 2005-2008
إسرائيل: لا حرب قريبة مع «حزب الله»
كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
إسرائيل العسكرية لا تتوقع حربا في المستقبل القريب برغم مطالبة عدد من العسكريين بالرد على «مناورة حزب الله» في جنوب لبنان، وإسرائيل السياسية تعترف أن سوريا مستعدة عقليا للسلام في حين أنه ليس معروفا مدى الاستعداد الإسرائيلي والأميركي لذلك.
وأعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت، خلال زيارته لمستوطنة معالوت ـ ترشيحا على «الحدود» مع لبنان أمس، أن المؤسسة الأمنية لا تتوقع حربا في المدى القريب.
وأوضح آيزنكوت، ردا على سؤال من رئيس بلدية المستوطنة شلومو بوحبوط، أنه، وبرغم ذلك، ينبغي على الإسرائيليين أن يكونوا مستعدين لفرض نظام طوارئ بعد إشعار قصير لا يزيد عن بضعة أيام، مشددا على ضرورة أن يكون الجمهور جاهزا لمواجهة حالات الطوارئ خلال 36 ساعة، موضحا أنه قرر في حالات الطوارئ إلحاق ضابط برتبة عقيد بكل واحدة من السلطات المحلية.
وليس صدفة أن تأتي جولة آيزنكوت في معالوت ـ ترشيحا بعد وقت قصير من انتهاء المناورات الكبرى للجيش الإسرائيلي في الجليل.
وبالرغم من أن إسرائيل الرسمية لم تعلق على المناورات التي أجراها «حزب الله» إلا أن جنرالات إسرائيليين في القوات الاحتياطية طالبوا بالحذر وبعدم التصرف كالنعامة. وقال الجنرال احتياط إيال بن رؤوفين، لموقع «معاريف» الإلكتروني، إن على إسرائيل الرد بشكل ما على مناورات «حزب الله»، وإلا «فإن عواقب ذلك كارثية».
وأشار بن رؤوفين، الذي قاد في الماضي الفرقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، إلى «أنني لا أملك معلومات محددة حول المناورات الكبرى (لحزب الله)، كما نشر في وسائل الإعلام، ولكن إذا كانت مناورات كهذه قد تمت، فيجب على إسرائيل توجيه إنذارات مناسبة. لقد جلسنا ما يكفي من الوقت على الجدار، وصرنا نفهم معنى ذلك»، معتبرا أنه ينبغي وضع خطوط حمر واضحة أمام «حزب الله» والتأكيد بأن كل تجاوز لأي خط أحمر يجر رد فعل مناسبا.
ووصف بن رؤوفين قوات «اليونيفيل» بانها قوة «من دون أسنان»، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لا تعلق آمالا كبيرة على هذه القوات.
وأوضح جنرال آخر، لـ«معاريف»، في تعليقه على مناورات «حزب الله» أنه ليس ثمة «شيء بديهي في هذه القصة. ينبغي رؤية ما إذا كانت المؤسسة العسكرية قد تابعت هذه المناورة. إن «حزب الله» لم يضعف وهذه هي الحقيقة، وهو يزداد قوة، ومحظور على إسرائيل أن تسمح للمنظمات الإرهابية بالتعاظم، ويجب الرد على ذلك بفعل عسكري، وإلا فإن اللقاء بهم في المستقبل سيكون قاسيا».
استعداد سوريا للسلام
وفاجأ وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر مستمعيه، في «منتدى صبان» في القدس المحتلة أمس، بإعلانه أن سوريا مستعدة نفسيا للسلام مع إسرائيل.
وميز ديختر، رئيس «الشاباك» السابق، بين المعلومة والمادة الاستخباراتية. وقال إن «الكثير منا يحتارون بين المعلومة والمادة الاستخباراتية، فالدولة التي تريد استخدام القوة العسكرية تحتاج إلى معلومات، أما الدولة التي تريد استخدام القوة السياسية فإنها تحتاج إلى مواد استخباراتية. ولدينا معلومات تشير إلى أن سوريا تستعد للحرب ولكن لدينا مواد استخباراتية تظهر أن سوريا مستعدة نفسيا للشروع بعملية سلمية»، مشيرا إلى أن للسلام مع دمشق ثمنا، وأن هذا الثمن معروف وهو إعادة هضبة الجولان المحتلة.
وأضاف ديختر «وأنا أتساءل هل أن إسرائيل والولايات المتحدة مستعدتان نفسيا للسلام مع سوريا؟ إن الطريق الخلفية للبنان تمر عبر سوريا».
وقد شارك ديختر في حلقة نقاش حول هذا الموضوع كان بين المشاركين فيها مدير الاستخبارات المركزية الاميركية السابق جورج تينيت ورئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين بالإضافة إلى رئيس «الموساد» السابق إفراييم هاليفي ورئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق أمنون شاحاك.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ديختر بشأن السلام مع سوريا. وكان قد أثار رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت واليمين الإسرائيلي عموما عندما أعلن، في مقابلة مع إذاعة الجيش في آب الماضي، أنه يجب استئناف المفاوضات مع سوريا والتنازل عن هضبة الجولان.
المصدر : صحيفة السفير اللبنانية