ارشيف من : 2005-2008
"رياض الصلح" تصرخ مجدداً ضد صناع الفتن
استعاد وسط بيروت نبضه.. وعادت جماهير المعارضة الى ساحة رياض الصلح تخفق للبنان، سنة مرت على بدء تحرك المعارضة الوطنية وانطلاق الاعتصام قبالة السراي الحكومي احتجاجاً على تفرد الفريق الحاكم واسئثاره، عادت الأعلام والرايات ترفرف في سماء العاصمة، وعادت الأصوات تصدح من جديد مطالبة بحكومة شراكة وطنية، مضيفة هذه المرة عليها لافتات من نوع: "عام على الاعتصام من أجل الشراكة"، "نعم للاستقلال لا للوصاية"، "الوطن Not for sale"، وغيرها من اللافتات التي لم تكل المعارضة من رفعها منذ سنة.
فالمهرجان الخطابي الذي دعت إليه المعارضة في ساحة رياض الصلح يوم السبت المنصرم أرادت أن يكون رمزياً من حيث الحشود والشخصيات السياسية والحزبية التي تناوبت على الكلام، وأطلقت مواقف صارخة بالتعبير عن الغضب الذي يعتمر قلوب جماهير المعارضة من حكومة لم تأبه لإرادة أكثر من نصف الشعب اللبناني الذي دعا الى رحيلها.. بينما هي ارتهنت للإرادة الاميركية والغربية.
الرواس
على وقع الاناشيد الحماسية "نصرك هز الدني" و"يا صنّاع الفتن" و"حيّ على الإصلاح" استهل الاعتصام بالنشيد الوطني اللبناني وأناشيد قدمتها فرقة الولاية من وحي المناسبة، ثم القى خالد الرواس باسم حركة الناصريين المستقلين كلمة عدد فيها مراحل الاعتصام خلال عام، وأكد ان "هذا الاعتصام جسد الوحدة الوطنية الحقيقية وكسر الحواجز الطائفية والمذهبية, وأسقط مخططات الفتنة التي كان يراد إشعالها, ونجح عبر مطالبه بأن يظهر أن الخلاف القائم في البلاد, هو خلاف سياسي وليس خلافا طائفيا".
رفول
بعدها تحدث منسق عام التيار الوطني الحر الدكتور بيار رفول، فأشار في كلمة له الى ان "الثورة هي مشروع وطني لا يرتبط بزمن محدد, لا يتم ولا ينتهي إلا بالوصول الى الأهداف", وقال انه بعد سنة على الاعتصام "أثبتنا أن لبنان وأهله أغلى من الغالي, وأن المعارضة متماسكة ضد موالاة تتفكك".
ودعا الى "انتخاب رئيس وليس مرؤوس, يثبت الاستقرار ويحفظ ثروة الوطن, ويعيد السيادة والحرية والاستقلال, ويرجع كل مهجر".
عرقجي
وتحدث النائب السابق عدنان عرقجي فخاطب المعتصمين قائلا: "إن إرادتكم الثابتة أسقطت الحلم الأميركي ـ الإسرائيلي, وفوتت على عملاء الداخل إمكانيات الولوج إلى ضرب الصيغة, تمهيدا لقيام كيانات مذهبية متناحرة, تبرر قيام الدولة اليهودية"، مؤكداً "ان المقاومة ظلت ثابتة على مبادئها وتحملت كل الاتهامات والإساءات بصبر عظيم, متسلحة بإيمانها الصادق, وبتحالفاتها الراسخة مع قوى الخير, في مواجهة قوى الشر".
وقال "إن بيروت التي انطلقت منها الرصاصة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي, لن تنحني أمام المشاريع الأميركية المشبوهة, التي يتولى نزلاء السراي الكبير تنفيذها. إن بيروت المقاومة لن تخضع للتركيع والإذلال والتجويع الذي تمارسه الطغمة الحاكمة المتمترسة في حمى كونداليزا رايس".
الداوود
وحمل النائب السابق فيصل الداوود في كلمة له على "الحكومة اللاشرعية واللاميثاقية"، مؤكدا "اننا لن نتنازل عن ثوابتنا التي آمنا بها لانها ترتكز على رفض التجزئة والتقسيم والطائفية والارتهان للمخطط الاميركي الصهيوني في الشرق الاوسط". وقال: "ان مدخل الحل للوفاق الوطني هو انتخاب رئيس توافقي، واننا كمعارضة مع ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية لأنه مرشح توافقي لما يمثل من قيم واخلاق عالية وقيادة حكيمة جعلت من المؤسسة العسكرية مدرسة للتلاحم الوطني وبرهنت في حرب تموز التكامل مع المقاومة في صد العدوان الصهيوني".
وعدد الثوابت الوطنية عند تشكيل أي حكومة وحدة وطنية، وهي تقوم على اربع نقاط: "الحفاظ على سلاح المقاومة كعامل لاستقلالية القرار اللبناني، الحفاظ على المقاومة التي تمثل الضمانة للوحدة الوطنية، تعيين قائد للجيش اللبناني على صورة ومثال العمادين اميل لحود وميشال سليمان، الالتزام بعروبة لبنان والعلاقة المميزة والودية والاخوية مع الشقيقة سوريا".
ابو جمرة
كلمة أخرى باسم التيار الوطني الحر ألقاها اللواء عصام ابو جمرة فأكد أننا "لن يغمض لنا جفن قبل ان تغادروا السراي إلى غير رجعة"، منتقداً من "يطالبون بأفضل العلاقات مع سوريا، واذا طالب بها العماد عون فهو متعامل معها، يتحالفون مع حزب الله في الانتخابات والحكومة، واذا تفاهم العماد عون مع الحزب فهو ارهابي"، معلنا اعتزازه بترشيح قائد الجيش العماد سليمان للرئاسة الذي قاد هذه المؤسسة وخلص لبنان من الارهابيين وشرهم".
الخطيب
والقى الامين العام لرابطة الشغيلة النائب السابق زاهر الخطيب كلمة حيا فيها المعتصمين، واعتبرهم يشكلون "نموذج القوة في المقاومة التي هزمت القوة التي لا تقهر، ونموذجا للنضال السلمي الحضاري الديموقراطي"، مشددا على "اننا لن نفك الاعتصام الا برحيل الحكومة الفاقدة للشرعية والوطنية والاخلاقية".
واعتبر ان الوحدة التي تجسدت في ساحات الاعتصام قهرت الحرب الاهلية وانتصرت بالصيغة التي بدأت تطل برأسها اليوم"، مرحباً بـ"الصيغة التي رفعها العماد ميشال عون، والمعارضة من ورائه".
الشويري
أما كلمة الحزب الديمقراطي اللبناني فألقاها أمينه العام زياد الشويري الذي اعتبر: "أن المعتصمين وقفوا في وجه القضاء على الديمقراطية في لبنان, ضد من احتلوا السراي قبل عام وفرضوا سلطتهم الانقلابية, بغطاء من الدول الكبرى, ووصل بهم الأمر الى التواطؤ والتآمر على لبنان الى حد نسف تركيبته الاجتماعية والتاريخية".
وانتقد اولئك "كيف انتقلوا من غلاة المعادين لترشيح قائد الجيش, الى غلاة المؤيدين لوصوله الإنقاذي"، لافتا الى "كلمة السر والأمر اليومي الذي وصلهم من سلطة الوصاية الدولية".
سعادة
واعتبر يوسف سعادة باسم تيار المردة "أن المطالبة بالشراكة الوطنية وبحكومة الوحدة الوطنية وانتخابات نيابية مبكرة في هذا الاعتصام هي مطالبة متواضعة ومحقة, تحصن البلد والعيش المشترك, الذي يشكل الهوية الفعلية للبنان"، مجدداً تأكيده بوجوب "وجود رئيس قوي يعيد الأمان الى الشارع المسيحي والشارع اللبناني"، وأعرب عن تقديره الكبير لترشيح العماد ميشال سليمان الذي يعتبر انتصارا للمعارضة والوطن". وقال نأمل أن نصل الى رئيس قوي وحكومة مقاومة وقادرة ومجلس نيابي, يمثل خير تمثيل لنكون قد حصدنا ثمار اعتصامنا الذي هو اعتصام للحق".
مهنا
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها نائب رئيس المكتب السياسي توفيق مهنا فانتقد الحكومة التي "باعت القرار الوطني بالوصاية الاجنبية, وتخلت عن المقاومة في اصعب الساعات وتآمرت وتواطأت وحاولت جاهدة ان تقلل من حجم الانتصار, لا بل تمادت اكثر عندما حاولت ان تنال من رمز المقاومة ومن قدسية المقاومة".
الحراش
ثم تحدث منسق "ندوة علماء الشمال وعكار" فضيلة الشيخ عبد السلام الحراش، فأكد ان ساحة الاعتصام "أصبحت ساحة وطنية أرست ثقافة السلام"، منتقدا "تيار المستقبل" على خلفيات أحداث وقعت في ابي سمرا وفي التبانة، وقال" (..) وإذا بتيار العلم والمتعلمين والمتحضرين يتحول قلمهم الى بنادق في طرابلس ونحن امام "بلاك واتر" جديدة وشركات امنية جديدة، وأنا أقول ان من يحول الحبر إلى دم الناس سيسقط مع اول هبة رياح شرقية مصدرها انتم لا تبقي ولا تذر".
الحاج حسن
وختم الاعتصام بكلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن، استهلها بتحية "شهداء المعارضة والمقاومة، وآخرهم شهيد حركة التوحيد الإسلامي"، ثم استعرض إنجازات المعارضة خلال عام، مؤكدا أن "منطق المعارضة هو الغالب، لانه منطق السلم الاهلي والطائف والعيش المشترك والتواصل بين اللبنانيين، ومنطق بناء المؤسسات واحترام الدستور". وقال: "ولو انهم تجاوبوا مع المبادرات التي تلاحقت منذ اكثر من عام(..) اما كنا لنوفر على اللبنانيين كثيرا من المعاناة والخسائر والوقت، اما كنا لنواجه الغلاء الذي ترعاه هذه الحكومة، اما كنا لنوفر فرص العمل، اما كنا لننطلق في بناء ما هدمه العدوان، بدل ان تحجز المساعدات عن الناس"، داعيا الموالاة إلى ان "يثبتوا مصداقيتهم إزاء طروحاتهم".
وتطرق الحاج حسن إلى "مآثر" قادة الموالاة منذ سنة، وكيف أنها تغيرت بين ليلة وضحاها، وقال: "مرحى بهم اذا عادوا الى صفوف الشعب اللبناني والمصلحة الوطنية اللبنانية، فالاولوية هي للمصلحة الوطنية اللبنانية وليس للقرارات الدولية ذات الصنع والماركة الإسرائيلية والاميركية".
الانتقاد/ العدد1244 ـ 7 كانون الاول/ ديسمبر2007