ارشيف من : 2005-2008
باختصار: أيهم أذكى
استدعاهم إلى أنابوليس ليفتحوا لحليفه الاستراتيجي "اسرائيل" أوتوسترادات أسواقهم العربية التي أقاموها على استراتيجية الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك، وصلوا إلى هناك وعبارات الاعتدال والتحالف تسبقهم لدرجة أنهم خالوا أن الرياح هذه المرة تسير وبقوة تفوق قوة ميولهم ورغباتهم وفق ما تشتهيه سفن مصالحهم الشخصية.
انتهى المؤتمر وهذه الثقة مستمرة في نفوسهم، لا بل تزيد من دقيقة إلى أخرى، مطمئنين إلى أقوال وزيرة خارجية العدو بأنهم فعلا قد شكلوا حلفا عربيا اسرائيليا معتدلا بوجه "الغول" الإيراني. عادوا إلى بيوتهم وناموا على أنغام أحلامهم "السوداوية".
لكن ما لم يكن بحسبانهم أن شمس الصباح أشرقت على تقرير لست عشرة وكالة استخبارات أميركية يقول إن إيران قد أوقفت منذ أربعة أعوام سعيها للتسلح النووي المزعوم. طبعا صدموا وأحسوا بأن بوش وفريقه قد خدعوهم، ولكن جلّ خوفهم كان من احتمال ان يكون هذا التقرير مؤشراً على تقارب اميركي إيراني، والمسألة ليست هنا بل هم يعلمون أن "تقارباً" كهذا سيكون بالضرورة على حسابهم.
لماذا؟
لأنهم ـ على ما يبدو ـ خبروا ذلك مرات عدة من واشنطن في تعاملها مع أدواتها في العالم، ولأنهم هم أنفسهم كانوا عرضة لخديعة كهذه أو تخل في السابق، ولكن هل يتعلمون؟؟
عندنا في الضيعة مثل يقول إن أحد الحيوانات إذا مشى في طريق واصطدم رأسه بحائط فإنه حتما لا يعود إلى السير فيه مرة أخرى، فهل يكونون أذكى من هذا الحيوان هذه المرة؟
أشك في الأمر....
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1244 ـ 7 كانون الاول/ ديسمبر2007