يصبح الكلام استهلاكياً، والتعابير تبدو متهالكة، عندما يكرر القائلون اللازمة التي باتت مشهورة: نحن أمام لحظة تاريخية، هذا الحدث هو انعطاف تاريخي، نتائج هذا الأمر ستعكس نفسها خلال السنوات القادمة، وما إلى ذلك من التعابير التي تستهلك في موقعها وخارج موقعها، بمناسبة وبغير مناسبة، عن حق وعن غير حق.
ولكن ماذا نفعل إذا كان الأمر كذلك، إذا كان الحدث هو بهذا المستوى من التاريخية، وإذا كان هناك أكثر من حدث واحد يحمل هذه الصفة في الوقت نفسه؟
ينهار شيء ما في واشنطن، فتنطلق حجارة الدومينو متدحرجة في الخليج وفي لبنان، وفي العراق، وربما غداً في فلسطين وفي غيرها من المناطق.
ومع كل انهيار لحجر يتغير وضع وتنقلب معادلة وتتناقض معطيات.
وكل جديد في هذا المجال له آثاره على مستوى العالم وعلى مستوى المنطقة وعلى مستوى كل بلد على حدة.
بكل ثقة، ودون خشية من اعتبار أن هذا الكلام "خشبي" أو "مثالي" أو "غير واقعي"، يمكن القول إننا في مرحلة تغيير تاريخية سيكون لها ما بعدها.
.. ولننتظر.
الانتقاد/ العدد1244 ـ 7 كانون الاول/ ديسمبر2007