ارشيف من : 2005-2008

باختصار: مؤتمر ذو نتائج عكسية

باختصار: مؤتمر ذو نتائج عكسية

من يراقب التطورات التي حدثت بعد مؤتمر انابوليس يظن أن المؤتمرين لم يذهبوا لتشكيل حلف عربي إسرائيلي ضد إيران وسوريا وكل حركات المقاومة في المنطقة، بل يعتقد بأنهم اتفقوا على الانفتاح على هذه القوى والبدء بحوار جدي معها.
فبعد المؤتمر دعي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي، ثم صدر تقرير للمخابرات الأميركية يعتبر أن إيران لا تسعى حاليا لإنتاج أسلحة نووية، ثم وافقت الولايات المتحدة على ترشيح قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية في خطوة إرضائية لسوريا، وهي خطوة استبقت بزيارة قام بها ملك الأردن لسوريا ثم استتبعت بزيارة لوزير خارجية سوريا وليد المعلم لعمّان، وما بينهما إجراءات سورية وأردنية تشير الى تحسن الأجواء بينهما.
تلا ذلك إيفاد مصر مساعد وزير خارجيتها حسين ضرار لطهران ناقلا رسالة من وزير خارجيته وصفت في إيران بالايجابية، تتعلق بسبل تطوير العلاقات الثنائية ومسائل إقليمية، وتوّج هذا الانفتاح المفاجئ بدعوة غير مسبوقة وجهها الملك السعودي عبد الله للرئيس الإيراني أحمدي نجاد لأداء فريضة الحج، مع العلم أن العادة السعودية تقضي بأن يدعو الملك السعودي في كل عام رئيس دولة مسلمة لأداء فريضة الحج.
كل ذلك جرى في أعقاب مؤتمر انابوليس الذي أرادت "إسرائيل" وأميركا أن يكون منعطفاً رئيسياً لفك العزلة العربية عن كيان العدو وعقدها على إيران وحركات المقاومة... فهل يكون الرئيس الأميركي جورج بوش قد أخطأ أيضا هذه المرة في توقيت عقد هذا المؤتمر فجرت رياحه بما لا تشتهيه السفن الأميركية والصهيونية؟ أم أن الحركة السورية التي تمثلت بحضور المؤتمر "لمنع تشكيل حلف عربي اسرائيلي معتدل" كما قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع هي التي شكلت الضربة القاضية لكل الآمال الأميركية والصهيونية؟
كله ممكن، لكن الأكيد أن المؤتمر أدى إلى نتائج عكسية، وأن الإخفاق الأميركي مستمر ويزداد باطراد.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1245 ـ 14 كانون الاول/ ديسمبر 2007

2007-12-14