ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة: ساح الشرف
بالامس عاد الجيش الى موقعه.. يضحي من دم جنوده وضباطه وقادته.. وهناك من لا يكترث، فقد كتب لهذه المؤسسة ان تسوّر بروحها هذا البلد، فتقيه ويلات "الشر المستطير"، وتحميه من "الفوضى"، وتجعل "الفراغ" هادئاً ولو كلفها ذلك أن تدفع الثمن.
ما نحن عليه اليوم هو كحال السفينة التي اعترض طريقها حوت ضخم، فاتحاً فكيه ليلتهمها.. فقفز أحد ركابها ممن أخلص لذاته ووجد ان بمقدوره ان يحمي بجسده كل السفينة من الانسياق إلى جوف الحوت، وأكملت السفينة طريقها، من دون أن يلتفت أحد من ركابها الى أن البحر لا يحوي حوتاً واحداً، وأن الذين يستعدون للتضحية ليسوا كثراً..
العميد فرنسوا الحاج ورفيقه الرقيب خيرالله هدوان سقطا بالامس ليحميا لبنان من وحوش تنتظر أن يفرغ هذا البلد ممن هم مستعدون للتضحية بأنفسهم.. ليسهل التهامه.
على وقع الشهادة الحمراء يجدر بنا أن نلتفت أكثر الى أن الجيش اللبناني الذي استطاع خلال كل مسيرته أن يعطي ويضحي ليحمي هذا البلد من الذين يريدونه أن يمشي فوق أجساد أبنائه.. لا بد من حمايته وحماية عقيدته التي ما انفك الكثيرون عن المطالبة بتغييرها، وحلموا كثيراً بنقل هذه المؤسسة من موقعها في مواجهة "اسرائيل" الى حليف لها، لكنها ظلّت ثابتة تعرف العدو قبل الصديق، تعرف الى أين توجه بندقية جنودها، فساح الشرف واحدة هي حماية لبنان.
لبنان المقاوم كما أراده فرنسوا الحاج، منذ قاوم اغراءات وضغوطات العدو وعملائه عام 1976 في بلدة رميش.. الى حين تعمد بالشهادة، هو لبنان الجيش والمقاومة.. نسر يحلق بجناحيه عالياً في السماء لا تستطيع أن تمسه كل هذه الاقزام التي تريده.. "ماشي" و"كيف ما كان".
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1245 ـ 14 كانون الاول/ ديسمبر 2007