ارشيف من : 2005-2008

الجيش اللبناني في دائرة الاستهداف: أيدي العابثين بالوطن تغتال العميد فرنسوا الحاج

الجيش اللبناني في دائرة الاستهداف: أيدي العابثين بالوطن تغتال العميد فرنسوا الحاج

نجحت أيدي العابثين بالوطن، في اغتيال مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن فرنسوا الحاج بتفجير سيّارة مفخّخة خلال توجّهه من منزله في بلدة بعبدا إلى مكان عمله في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، فاستشهد على الفور مع مرافقه خيرالله علي هدوان، وجرح خمسة مواطنين آخرين صودف وجودهم في المكان.
وجاء هذا الاستهداف المباشر صبيحة يوم الأربعاء الماضي، ليطاول المؤسّسة العسكرية الأولى في لبنان في الصميم، باعتبار أنّ الشهيد الحاج من ضبّاطها المشهود لهم بالكفاءة والشجاعة، وفي طليعة أسماء الضبّاط المرشّحين لتولّي رئاسة قيادة الجيش في حال انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
وبحسب المراقبين، فإنّ الشبهات حامت حول إمكانية ضلوع أطراف داخلية في هذه الجريمة، كما أنّ العدوّ الإسرائيلي ليس خارج دائرة الشبهات، فالشهيد الحاج من بلدة رميش الجنوبية المحاذية لفلسطين ووصوله إلى سدّة قيادة الجيش يقوّي من عزيمة وجوده العسكري هناك ومن تلاحمه وتوحّده مع المقاومة كما حصل في غير مناسبة دفاعاً عن أرض لبنان وشعبه.
ولم يستبعد المراقبون فرضية انتقام تنظيم " فتح الإسلام" من الجيش عبر الحاج الذي أدار عمليات حرب مخيّم نهر البارد والقضاء على هذا التنظيم الإرهابي المموّل من بعض الأطراف المنتشرة على الساحة اللبنانية، وإن كانت هذه الفرضية ضئيلة ويتيمة بسبب انتفاء وجود التنظيم المذكور الذي باتت شريحة كبيرة من مسؤوليه وقيادييه في السجن.
واللافت للنظر أنّ العميد الحاج خرج من منزله في وقت مبكر وقبل الموعد اليومي الذي اعتاد على مغادرة منزله فيه صبيحة كلّ يوم، وهذا يدلّ على أنّ الجهة الفاعلة كانت ترصد الحركة في منزله ومحيطه، وما أن شاهدته يصعد في سيّارته حتّى كانت أدواتها تستعدّ لارتكاب جريمتها المروّعة من مكان آمن بالنسبة إليها، وضغطت على زرّ التفجير بمجرّد وصوله إلى قرب السيّارة المفخّخة بـ35 كيلوغراماً من مادة الـ"ت.أن.ت" الشديدة الانفجار، فتتطاير الحاج وسائقه مسافة مئة متر تقريباً كانت كفيلة بتأكيد استشهادهما من دون أيّة حاجة إلى تجشّم عناء ومخاطر تفقّد مسرح الجريمة.
ويبقى سؤال أخير، هل هذه الجريمة محمية كما وصفها النائب العماد ميشال عون على غرار اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل؟ الجواب رهن حكومة فؤاد السنيورة غير الميثاقية التي شهد لبنان خلال وجودها في الحكم أكبر عدد من الجرائم وأفظعها على الاطلاق، ومع ذلك تتمسك بالحكم ولا تستقيل.
الانتقاد/ العدد1245 ـ 14 كانون الاول/ ديسمبر 2007

2007-12-14