ارشيف من : 2005-2008

من هم أعداء فرنسوا الحاج؟

من هم أعداء فرنسوا الحاج؟

هذا السؤال طرحه العميد المتقاعد وليد سكرية بعد أقل من ساعة على خبر اغتيال العميد فرانسوا الحاج في مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية، وكررها بعد ذلك في حديث لـ"الانتقاد نت".. ولم يبالِ العميد برد القوات اللبنانية على مداخلاته.
تحدث العميد سكرية بصفته صديقاً مقرّباً من مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد فرانسوا الحاج، وعلى علاقة خاصة تربطه به منذ زمن.
لم يوجه سكرية أصابع الاتهام الى جهة محددة ولم يستبق التحقيقات، بل قدّم معلومات مهمة يمكن أن تساعد التحقيق في الإمساك بطرف الخيط.
قال العميد سكرية ان فرانسوا الحاج ابن بلدة رميش الحدودية، تعرض لضغوط من جانب "اسرائيل" والمتعاملين معها عام 1976 لإرغامه على التعامل مع "اسرائيل" ضمن نطاق منطقة الشريط الحدودي، إلاّ أنه رفض الخضوع وكان عصياً على الإسرائيليين والعملاء الذين اتخذوا قراراً بالاقتصاص منه، ففجروا سيارته وأبعدوه عن بلدته.
وأضاف العميد سكرية: ان العميد فرانسوا الحاج كان برتبة رائد عندما تصدى الجيش اللبناني لحرب القوات اللبنانية على المؤسسة العسكرية الوطنية، وكان واحداً من الضباط البارزين الذين دافعوا عن مواقع الجيش وكبدوا القوات اللبنانية خسائر كبيرة، وخلال المعارك أصيب بأكثر من 12 طلقة نارية في أنحاء جسمه وكُتبت له النجاة.
ونقل سكرية عن العميد فرانسوا الحاج تخوفه من وصول القوات اللبنانية الى السلطة، لأنها سوف تُنكل بالضباط والعسكريين الذين وقفوا في وجه المشاريع التقسيمية للقوات. وأكد انه كان على خلاف مع القوات، وهو تصدى لسلطة الميليشيات ودفع حياته ثمنا لمواقفه الوطنية المتمسكة بوحدة لبنان.
كذلك فإن العميد فرانسوا الحاج أشرف على انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. ولم يستبعد العميد سكرية فرضية أن تكون منظمة فتح الإسلام وراء الحادث، دون أن يؤكد ذلك، إلاّ أنه عاد وكررّ ما قاله عن أعداء فرانسوا الحاج، موجهاً الأنظار الى القوات اللبنانية والاستخبارات الإسرائيلية، ورأى في أسلوب الاغتيال مؤشرا الى الجهة التي نفذت العملية.
واعتبر العميد سكرية أن قيادة الجيش خسرت ضابطاً  كبيراً كان من أبرز المرشحين لخلافة العماد ميشال سليمان في قيادة الجيش بعد الانتخابات الرئاسية وانتقال العماد سليمان من اليرزة الى بعبدا.
كرّر العميد سكرية أنه لا يتهم أحداً، انما يحاول أن يجيب عن سؤال واحد هو: "من هم أعداء فرانسوا الحاج؟".. كما طرح أسئلة أخرى عن توقيت الجريمة الآن بعد التداول به مرشحا لقيادة الجيش.
المداخلات المتلفزة التي أدلى بها سياسيون وصحافيون تعليقا على الجريمة، أكدت أن العميد الحاج كان الجنرال ميشال عون قد رشحه لقيادة الجيش، وطرح اسمه في محادثات باريس على النائب سعد الحريري الذي وافق بعد اعتراض وممانعة. ورأت أكثر من شخصية في استهداف مدير العمليات في الجيش محاولة لاغتيال عقيدة الجيش اللبناني، وهو واحد من مجموعة ضباط يتعرضون منذ أكثر من سنة لمضايقات سياسية وإعلامية. وكانت قوى السلطة قد صنفتهم على لائحة الضباط المتعاونين مع المعارضة، وتولت جريدة السياسة الكويتية نشر أسماء الضباط، وعلى رأس اللائحة كان اسم العميد "فرانسوا الحاج".
قاسم متيرك
الانتقاد/ العدد1245 ـ 14 كانون الاول/ ديسمبر 2007

2007-12-14