ارشيف من : 2005-2008

الحكومة البتراء تنير الظلمة في الضاحية الجنوبية

الحكومة البتراء تنير الظلمة في الضاحية الجنوبية

لان العتمة أغضبت سكان الضاحية الجنوبية بعد طول معاناة مع انقطاع التيار الكهربائي، خرجوا الى الشوارع، وأشعلوا الإطارات، لعلّ هذه الشعلة تحمل إليهم نورا من أنوار مؤسسة كهرباء لبنان التي زيّنت شعارها به.
حركة الاحتجاج كانت سبقتها حركات مماثلة في فترات سابقة وفي اكثر من منطقة، للمطالبة بإنصاف المواطنين والنظر الى معاناتهم، لان الظروف الاقتصادية تفرض عليهم تقنينا في لقمة عيشهم، فتزيد مؤسسة كهرباء لبنان على معاناتهم تقنينا أشبه بالعدم في التيار الكهربائي. 
واذا قبل اللبنانيون على مضض بالتقنين القاسي الذي فرضته مؤسسة كهرباء لبنان ومن خلفها الحكومة الفاقدة للشرعية، إدراكا منهم وإحساسا بما تمر به هذه المؤسسة في ظل سياسة التقنين المالي الذي تتبعه حكومة السنيورة، لكن عزوف هذه المؤسسة عن القيام بمسؤولياتها وعدم اهتمامها بإنارة بعض المناطق اللبنانية، أثار شكوكا لدى المواطنين، وخاصة أنهم لم يتأخروا عن تسديد مستحقات المؤسسة، ولم يشكلوا يوما عثرة مالية أمام ميزانيتها. فإذا بالحكومة تعاقبهم بقطع التيار الكهربائي عن بيوتهم، وعدم تأمين التغذية بالشكل الذي يراعي ظروف هؤلاء، خاصة مع اشتداد الطقس برودة وصقيعا، وما يتطلبه هذا الطقس من تغذية مستمرة على مدار الساعة لتأمين التدفئة والإنارة، إذ أنه مع دخول فصل الشتاء يصبح النهار قصيرا فتحل العتمة باكرا على المواطنين، فيلجأون معها الى بيوتهم، كي يتقوا شرين متلازمين أحلاهما أمر من الآخر، شر الصقيع وشر الظلمة.
ولان للصبر حدوداً، طفح كيل المواطنين فخرجوا بشكل عفوي وقطعوا الطرقات في عدد من مناطق الضاحية الجنوبية، وأشعلوا إطارات السيارات مساء الاثنين عند تقاطعات المشرفية وشاتيلا والكفاءات.
حركة الاحتجاج التي قام بها بعض المواطنين هي للمطالبة بإنصافهم أسوة بباقي المناطق التي تنيرها مؤسسة كهرباء لبنان لمدة أربع وعشرين ساعة أو على الأقل لعشرين ساعة في اليوم.
وإذا كان تاريخ العاشر من شهر كانون الأول قد مر على خير بعد تطويق غضب الناس من قبل حزب الله، فإنه ان استمرت سياسة الحكومة تجاه هذه المنطقة من يستطيع كبح غضب الناس؟
مصعب قشمر  
الانتقاد/ العدد1245 ـ 14 كانون الاول/ ديسمبر 2007      

2007-12-14