ارشيف من : 2005-2008
نقطة حبر: بين المعرض والمخيم
لسنوات خلت ـ وتحديداً بعد اغتيال الرئيس الحريري ـ كان معرض بيروت الدولي للكتاب قد دخل ما يشبه الموت السريري قياساً لما كان عليه قبل انفجار الأزمة السياسية الحادة عقب الاغتيال الأشهر في تاريخ لبنان الحديث والقديم على حد سواء.
كئيباً كان معرض بيروت، بارداً يفتقر إلى الحيوية، في ظل مزاج لبناني متعكر بعيد عن القراءة والبحث والأفكار ومتابعة الاصدارات الجديدة.
افتتاح المعرض بحد ذاته مربك ومحيّر لإدارة النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان، فالرئيس رفيق الحريري أو رؤساء مجلس الوزراء السابقون كانوا يمثلون كل البلد بأطيافه السياسية المتنوعة المتحالفة معه أو المختلفة مع توجهاته السياسية والاقتصادية، أما فؤاد السنيورة اليوم فلا يمثل إلا سلطة غير شرعية في نظر غالبية الشعب اللبناني أو نصفه على أقل تقدير، ويضاعف من الإحراج في رعاية افتتاح المعرض وجود مخيم المعارضة اللبنانية على مقربة من قاعة البيال ـ التي يقام فيها المعرض ـ ذلك أن هؤلاء المعتصمين قضوا 377 يوماً من تاريخ نشر هذه المقالة ـ وهم يطالبون بالمشاركة السياسية واستقالة هذه الحكومة اللاشرعية. المسافة بين قاعة البيال وساحة المخيم ضئيلة جداً ومؤلمة جداً، لا يقطعها سوى طالب جامعي معارض يتناول كتاباً من أحد الدور المشاركة ويعود به إلى خيمته، يتصفحه تحت شتاء بيروت الذي يغسل القصر الحكومي قبالته بانتظار الفرج. إنه الصبر كتاب، إنه مخيم المعارضة أيضاً كتاب.
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد 1245 ـ 14 كانون الاول/ ديسمبر 2007