ارشيف من :ترجمات ودراسات

لولا الترانسفير لما قام الكيان الإسرائيلي على ارض فلسطين

لولا الترانسفير لما قام الكيان الإسرائيلي على ارض فلسطين
كتب المحرر العبري
بعيدا عما وثَّقه المؤرخون الصهاينة حول المجازر وعمليات التهجير التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بالتزامن مع إعلان قيام الكيان الغاصب على ارض فلسطين في العام 1948، وبعيدا عن المجريات الحقيقية لسياسة التنكيل والتهجير التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في حينه، من الجدير الإشارة إلى حقيقة انه لولا تلك المجازر وما أعقبها من تهجير جماعي، ما كان لتقوم دولة يهودية في فلسطين، ولو قامت لما استمرت.
وبشيء من التفصيل، دمرت العصابات الصهيونية مع إعلان الدولة نحو 531  مدينة وقرية وهجرت أكثر من  750,000 فلسطيني من بيوتهم وممتلكاتهم، من اصل 900,000 كانوا ضمن المنطقة التي أعلن عليها إقامة الكيان، والتي مثلت نحو 78% من مساحة فلسطين التاريخية.
في المقابل لم يتجاوز عدد اليهود مع إعلان الكيان الـ 800,000 شخص، وبالتالي لو تم إعلان كيان العدو في حينه، من دون تهجير الفلسطينيين، لما استطاع الصهاينة تشكيل أغلبية في تلك المنطقة، وهو ما كان بالتأكيد سيحول دون إقامة كيانهم أو استمراره على الاقل.
وعليه، يمكن الجزم أن اللجوء إلى خيار التهجير الجماعي، كان بعد تحديد الصهاينة للعقبات الموضوعية التي تحول دون إقامة كيانهم والتي كان أبرزها الوجود الشعبي الفلسطيني، ولم يكن من سبيل لحل هذه المشكلة إلا عبر هجرة طوعية... وهو أمر لم يكن ليتحقق، أو عبر التهجير القسري كما جرى على ارض الواقع..
من هنا، فإن ارتكاب المجازر والتهجير الجماعي لم يكن نتيجة عرضية لمواجهات عسكرية... أو تصرفات بادرت إليها مجموعات هامشية بقرار ذاتي، وانما خيار لجأ إليه الصهاينة بعد دراسة تم فيها تحديد الأهداف وتشخيص العقبات ومن ثم اتخاذ الموقف والخيار.
وبنظرة سريعة إلى السياقات التي جرت ضمنها المجازر التي ارتكبها الصهاينة في مراحل لاحقة ايضا.. وصولا إلى مجازر صبرا وشاتيلا في العام 1982، وعمليات التهجير التي قام بها جيش العدو، خلال اعتداءاته الواسعة على لبنان... وتحديدا عامي 1993 و1996، والمجازر المتعددة والمتنقلة.. في العام 2006، وما قبل، إضافة إلى مجازر غزة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وما سبقها من اعتداءات ومجازر أخرى... يؤكد على أن استهداف المدنيين واعتماد سياسة التنكيل، ليس سوى جزء من الأدوات التي يختار العدو ويحدد زمانها ومكانها وأسلوبها لتحقيق أهداف محددة، وفقا لما تتطلبه مرحلة الصراع.
وبطبيعة الحال، سيكون لكل مجزرة يرتكبها جيش العدو شعاراتها وتبريراتها وغطاءها الدولي، التي تحاول أن تطمس الخلفيات والأهداف، وللأسف سوف نبقى نجد، سواء بسوء نية أو نتيجة غباء، من يصدق بعض الشعارات والمواقف الاستعراضية.. أما بخصوص ما قد نشهده من لجان تحقيق، مثل لجنة فينوغراد، فهي تهدف أولا وأخيرا، إلى البحث عن اسباب الفشل وعدم القيام بالمهام المطلوبة بما يحقق مصلحة الكيان الصهيوني. لذلك من المؤكد انه لو حقق الجيش الإسرائيلي نصرا خلال حربه على حزب الله في العام 2006، لما تم تشكيل أي لجنة تحقيق ولما سمعنا اية انتقادات.. وبدلا من ان يصطف قادة الدولة والجيش امام لجنة تحقيق لاصطفوا في احتفالات التهنئة والنصر والتبريك..
2010-05-17