ارشيف من : 2005-2008
مجلة "Time" تتوج بوتين قيصرا
ستينجل إلى تفسير دوافع اختيار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالذات "شخصية العام" بما يلي: بعد سقوط سور برلين فقدت روسيا مكانتها في اللعبة الجيوسياسية الكبيرة. وإذا نجحت الآن في تبوء مكانتها وسط أسرة الأمم العالمية فسوف يعود فضل ذلك إلى شخص واحد لا غير هو فلاديمير بوتين. ويمنح لقب "شخصية العام" تقديرا لزعامة شجاعة تغير خريطة العالم. ليس بوتين بالديمقراطي بالمعنى الغربي لهذا المصطلح، ولكنه يجسد الاستقرار الذي يفضله البلد على الحرية التي لم يعرفها منذ حوالي مائة سنة.
وفضلا عن ذلك تنشر "Time" حديثا أجرته مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر الذي يعرف بوتين شخصيا. وفي رده على سؤال حول تقييد الحريات السياسية والمدنية في روسيا أجاب كيسينجر قائلا: "من المهم أن نفهم من هو بوتين. إن بوتين ليس ستالين الذي رأى ضرورة تصفية كل من قد يختلف معه في الرأي وإن في المستقبل البعيد. أما بوتين فهو إنسان يريد أن يركز في قبضته السلطة اللازمة لتنفيذ مهمته الملحة".
وأثار اختيار مجلة "Time" هذا غضب السيناتور جون ماكين المرشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري والذي قال في حديث مع أسرة تحرير "Boston Herald" إنه كان من المفروض أن يذهب لقب "شخصية العام" إلى الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوة الأمريكية في العراق. أما بصدد فلاديمير بوتين فقال ماكين وهو يقتبس قول جورج بوش الذي غيره على نحو استهزائي: "لقد نظرت في عينيه ورأيت هناك ثلاث حروف: كي جي بي".
وتعتبر صحيفة "La Repubblica" الإيطالية أن تعليل الاختيار بأن بوتين "أعاد النظام بثمن الحرية" يعيد إلى الأذهان دوافع إعلان هتلر "شخصية عام 1938" وستالين - عامي 1939 و1942. ولكن هذا لا يخجل المجلة الأمريكية التي فضلت القيصر الجديد على ألبرت غور والزعيم الصيني هو جينتاو أو الكاتبة جوان رولينغ.
وفي مقالتها المعنونة "بوتين - شبح العام" تلفت مجلة "Der Spiegel" الألمانية انتباه القراء إلى حقيقة أن بوتين حالفه حظ خارق. إذ تزامنت فترة ولايته مع ارتفاع أسعار الطاقة. ولكن ظروف النمو الاقتصادي قد تمت تهيئتها في عهد يلتسين. لذا فإنها مصادفة لا غير. وسنرى عما قريب هل سيستطيع بوتين أن يحتفظ بطير السعادة الذي جعله "شخصية عام 2007".