ارشيف من : 2005-2008
نقطة حبر: هنيئاً لهم عيدهم
والابتعاد عن الإخلاد إلى أرض المادة، وحذرنا من ازدياد التثاقل بالانكباب على لوازم الطبيعة الجسمانية، والاشتغال بالحصول على المشتهيات واللذات الحسيّة، لأن كل ذلك يعتبر من موانع العروج إلى سماء المعارف الحقيقية.
هذا ما يقرره تراثنا الروحي العظيم، ومن ارتاد شواطئ كتب الإسلام وعلى رأسها القرآن الكريم الذي لا يدانيه كتاب عظمةً وشأناً، فإنه سيخرج بنتيجة مفادها أن أكثر أهل الدنيا أهل غفلة لا خير فيهم ولا غنى عنهم، وما على المرء إلاّ أن يداريهم ما دام في دارهم ويرضيهم ما دام في أرضهم، بلا مراهنة في الدين ولا ركوب إلى الظالمين. أما الحقيقة فهي عند نور الأنوار وفي كتابه الكريم وليس لدى البشر منها نصيب إلا من تداركته رحمة الله بحسب الحديث المروي عن الامام الصادق (ع): "ليس العلم بكثرة التعلم، بل هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء".
ان حجاج بيت الله الحرام هم سالكو طريق الحق تعالى، لأنهم يبتعدون عن الاشتغال بأمور الدنيا وأحاديث أهل الغفلة وآرائهم الفاسدة.. إنهم مشغولون بالحق بمجامع ظاهرهم وباطنهم، ومعناهم ان حقيقة قلوبهم مشغولة بإقامة الصلاة الكبرى التي هي نطق قلبي: "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. ان الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك لبيك".
هنيئاً لهم عيدهم
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد1246 ـ 21 كانون الاول/ ديسمبر 2007