ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة: أحلام ...
يحلم فريد مكاري أن يحمل مطرقة رئيس المجلس النيابي ويعدّ أصوات 65 نائباً ويعلن الرئيس الجديد، ويحلم أنطوان زهرة بالنصف زائد واحد، وبرئيس يستبدل بالأرزة وسط العلم الوطني الصليب المشطوف، ويحلم دوري شمعون بأن يكون هو الرئيس الذي ينصبه مكاري في جلسة تعقد ولو على متن سفينة مبحرة باتجاه ميناء نيويورك، ويحلم سعد الحريري برئاسة حكومة يكون فيها الثلث الضامن لسوليدير والأغلبية لقريطم، ويحلم فؤاد السنيورة أن يبقى الفراغ سيداً وهو فخامة الرئيس، فيقر المشاريع ويمضي المراسيم وينشرها حيث يشاء، ويحلم وليد جنبلاط بالتخلص من أعباء الماضي القريب، وأن يستفيق يوماً فيجد نفسه يصرخ ضد العولمة والرأسمالية المتوحشة، وأن يجد من يفتح له باباً الى قصر المهاجرين في دمشق، ويحلم أمين الجميل أن تعود بكفيا الى زعامة الاكثرية بدل أن تكون تابعاً، ويحلم جيفري فيلتمان أن يعود من اجازته الاميركية فيجد فريقه اللبناني يمسك بناصية القرار وينتهي من حكاية سلطة ومعارضة، ويذهب الى ادارته وقد وضع حجر الاساس لمشروع الشرق الاوسط الجديد، حلم رئيسته كونداليسا رايس، ويحلم برنار كوشنير أن يخترق الجدار اللبناني لتعود دولته الى نعيم الشرق الاوسط هانئة مطمئنة، ويعود اللبنانيون ليغفوا في حضن الام الحنون بعيداً عن ضجيج صديقه الاميركي، ويحلم ايهود أولمرت أن يأتي تسونامي ويجرف هزيمة كيانه في تموز من ذاكرة الاسرائيليين قبل اللبنانيين والعرب وكل من كان يشتهيها، وتحلم قوى فينيسيا سابقاً أن تجمع المعارضة خيمها وتخلي وسط بيروت قبل ان تضع حداً للاستئثار وتحقق الشراكة، يحلم هؤلاء جميعاً أن يخرج ميشال عون على وثيقة التفاهم مع حزب الله ويذهب الى ديفيد وولش مستجدياً رضا واشنطن..
ما يحلم به هؤلاء بالتأكيد غير ما يحلم به كل لبناني تواق الى دولة الدستور والقانون والشراكة.. حلم على قياس وطن حقيقي.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1246 ـ 21 كانون الاول/ ديسمبر 2007