ارشيف من : 2005-2008
وعد: الضاحية الجنوبية تشمّر عن ساعديها للنهوض في إعمارها
الضاحية في ورشة كبرى.. هذا ما ينبئك به مشهد الآلات الكبيرة التي ترتفع وحركة العمال والمتعهدين، فالأصوات التي تصل إلى مسامعك وأنت تجول في أرجاء الاحياء التي كانت عرضة للعدوان الصهيوني في عدوان تموز 2006، تخبرك بأن الضاحية "شمّرت" عن ساعديها لإعادة اعمار ما هدمته يد الغدر، لتعود "أحلى مما كانت".. كما هو العهد والـ"وعد" الذي قطعه حزب الله على نفسه.
كيفما استدرت، في الليل أو في النهار، وفي أي شارع من شوارع الضاحية سلكت، تلك التي كانت هدفاً للصواريخ الإسرائيلية، تسمع هدير الآلات الضخمة والشاحنات المحملة بالمواد الإسمنتية تدخل الورش لتفرغ حمولتها وتخرج على أن تعود مجدداً محملة بالمواد عينها وخلافه من المواد الإنشائية، فيما جلبة العمال تُسمع بوضوح.. أشبه بخلية نحل لا تستكين ولا تتوقف تحت المطر وفي الصحو.. فالموعد ثابت ولن يتبدل وسيستلم أصحاب الحقوق منازلهم في الوقت المحدد قبل نهاية الـ2009، اذا لم يكن قبل ذلك.
"شرايين" الضاحية تنبض مجدداً بالحياة مع مشروع "وعد"، أبنية جرى تسويتها بالأرض في أعقاب العدوان ها هي ترتفع من جديد وفق تصور وفلسفة جديدة لإعادة بنائها، تلحظ اعادة القاطنين إلى مواقعهم حيث هم، برؤية ومواصفات هندسية تحاكي الحداثة من جوانبها كافة.
فعشرات الأبنية الموزعة بين حارة حريك وبئر العبد وبرج البراجنة ومحيط الغبيري تشهد منذ ما يقرب شهرين تقريباً، أي مطلع شهر تشرين الأول المنصرم، عملية رفع ما تبقى من الركام والأتربة من الطوابق السفلية العائدة لها تمهيداً للتأسيس عليها من جديد وفق تصاميم جديدة تحافظ قدر الامكان على المواصفات العامة للبناء الذي سبق تدميره، وهي أعمال استغرقت الكثير من الوقت من قبل الشركات الملتزمة والمتعاقدة مع مشروع "وعد" نظراً لتلاصق هذه العقارات بالأبنية غير المتضررة بالكامل، الأمر الذي حتّم على المعنيين من مهندسين ومشرفين التعاطي مع كل عقار مدمر تدميرا كاملاً بكثير من الحذر وطول أناة لكي لا يسبب أضراراً للعقارات المجاورة. وهذا ما يؤكده لـ"الانتقاد" ممثل "شركة اتحاد للبناء" (وهي شركة تضم ثلاث شركات خاصة تعنى بأعمال البناء) محمد حركة، الذي أوضح "ان الشركة منذ أن تسلمت العقد من مشروع "وعد" تقوم بدرس كل موقع على حدة، باعتبار ان كل مبنى لديه مشكلة خاصة به، وهذا يفرض بطبيعة الحال مقاربة الأمور بشكل أكثر دقة. ونحن كنا بدأنا برفع الأنقاض وإزالة حوائط الدعم الموجودة في المستودعات، ومن ثم باشرنا باستدراج عروض شركات تعنى بعمليات تدعيم التربة خوفاً من انهيار الطرق المجاورة لهذه العقارات أو الأبنية الملاصقة لها، وذلك بهدف تحقيق "السلامة العامة".. حيث استدرجت شركة اتحاد للبناء عروضاً بأفضل الشروط وبأرخص الأسعار، إنما ليس على حساب نوعية وجودة العمل المطلوب".
والشركة التي أنيط لها بناء ما يقارب ستة عشر مبنى مدمراً تدميراً كاملاً ـ حسب العقد الموقع بينها وبين مشروع "وعد" ـ وواقعة بين غرب طريق حارة حريك ـ الغبيري، أي تحديدا حول مسجد الإمام الحسنين (ع) وضمن منطقتي بعجور والغبيري، تتحضر للمرحلة التي تلي عملية تدعيم التربة ونزع القواعد الإسمنتية القديمة، أي مرحلة تنفيذ أعمال البناء، وهي مرحلة تستغرق وفق ممثل الشركة 14 شهراً يُحتسب من ضمنها مرحلة التدعيم التي تستغرق نحو شهرين تقريباً.
ووفق ما هو مخطط له فإن الأمور سائرة وفق الروزنامة الزمنية الموضوعة لكل مشروع، وبالتالي فإن أي إعاقة قد تطرأ في الطريق على أعمال المشروع تكمن تسويتها مع "وعد" وبالتنسيق مع بلدية المنطقة. يقول الحركة: "حتى الساعة الأمور تسير على ما يرام باستثناء الطقس الماطر الذي يترك تأثيره في سير العمل، وهذا من المسائل المحتسبة ولا ضير في ذلك".
وفي جولة على محيط مجمع سيد الشهداء (ع) تتواصل شركة "دييم دفلوبرز" أعمال بناء ثلاثة عشر مبنى. ووفق المهندسين والمستشارين العاملين هناك فإن أعمال الدعم شارفت على نهايتها في بعض منها، وذلك بعد نحو شهرين من بدئها، فيما تشهد بعض العقارات ورشة صب خرسانات إسمنتية للقواعد التأسيسية فيها. في حين أن أسقفا ارتفعت في أماكن أخرى حسب دفتر الشروط المقدمة من قبل "وعد".
ويقول عماد فخري المدير التنفيذي للشركة: "ان أعمال الدعم والحفر جرت على كامل العقارات التي التزمناها، وذلك حسب ما هو مخطط في مشروع "وعد". لافتا إلى "أن المشروع سيسلم بعد سنة من الآن"، نافيا أي معوقات طرأت على سير العمل غير الطقس الماطر الذي يسبب أحيانا تباطؤاً في العمل".
والجدير ذكره أن هناك ما يقرب من خمس عشرة شركة أنيطت بها إعادة اعمار الضاحية الجنوبية، على ان تبدأ تسليم مشاريعها الى أصحابها في غضون العام 2009 حداً أقصى على ما يقول مدير المشروع المهندس حسن جشي.
الانتقاد/ العدد1246 ـ 21 كانون الاول/ ديسمبر 2007