ارشيف من : 2005-2008
النائب كنعان: مقومات العماد سليمان لا تكفي إن لم يعززها تفاهم سياسي
مأساة العهد السابق"، لافتا إلى أن "التهليل المفرط لمعظم القيادات السياسية اللبنانية لشخص الرئيس لحود إنقلب الى تجن مفرط لشخص الرئيس في نهاية العهد"، داعيا إلى "خارطة طريق سياسية محصنة بتفاهم سياسي حتى لا تتعرقل مسيرة العهد الجديد عند أول مفترق طريق".
وقال كنعان في حديث تلفزيوني "آن الأوان لوقف التجاذبات السياسية الإقليمية والدولية على أرضنا لأنها تعرض الساحة الداخلية الى الإنقسام. لقد دفعنا سابقا كلبنانيين سيادتنا فرق عملة التوافق السياسي الأميركي - السوري عام 1990، وها نحن ندفع اليوم ثمن هذا الخلاف، والمفروض أن ننأى ببلدنا عن هذا التجاذب".
وأوضح كنعان أن "نظرة التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح إلى موضوع الرئاسة الأولى منذ البدء تنطلق من أمرين أساسيين: الأول توافر حد أدنى من التأييد المسيحي، والثاني إيجاد رؤية جديدة للحكم يكون فيها الرئيس قادرا على حل الأزمة لا مديرا لها وغارقا في تعقيداتها".
وتابع "لا يجوز تحميل الشخص ما لا يستطيعه، والمقومات الشخصية للعماد ميشال سليمان لا تكفي وحدها، إن لم تعززها حصانة حد أدنى من التفاهم السياسي، لأن تحكيمه يجب الا يكون على معادلة مغانم سلطة بقدر ما يجب أن تكون على أساس مشروع سياسي متفق عليه".
ورأى كنعان أن "التسوية الدولية التي أنتجت توافقا على شخص العماد سليمان لا تلغي هامش التحرك لدى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا في استحقاق يطالهم مباشرة، التهميش المسيحي الذي طال أمده يجب أن يصحح بالإستحقاق الرئاسي لتصويب الإعوجاج لا الإستمرار به".
وأضاف "نحن نسأل الفريق المسيحي للموالاة هل شارك أقطابهم في قرار إختيار المرشح الرئاسي أم تبلغوه من على شاشات التلفزة؟"، لافتا إلى أن "رئاسة الجمهورية لا تعالج بالأشخاص، الضمانة الحقيقية لا تكون بالتبخير للعماد سليمان بل بإيجاد الحصانة الفعلية لا الفولكلورية، وكل ما عدا ذلك فهو تمترس وراء العماد سليمان والمؤسسة العسكرية".
وسأل النائب كنعان "لماذا لا تشرع دستوريا بعض المسائل المتفق عليها كمسألة إعطاء الصوت الوازن للرئاسة الأولى في شكل جازم ونهائي، وذلك لتعزيز الدور والحضور المسيحي في النظام؟"، لافتا إلى أن "التيار الوطني والتكتل لا يطالبان بتغيير الدستور بقدر ما يسعيان إلى توضيح بنوده الملتبسة لترسيخ الأعراف المعمول بها أو المتفق عليها".
وأشار الى أن "اللبنانيين لا يمكنهم الوثوق بالكلام المعسول بعد الآن لأن الفريق المسيحي التابع لكتلة تيار المستقبل أو اللقاء الديمقراطي لا يملك القدرة على إبراز رأيه، الوعود أعطيت سابقا لكنها لم تنفذ وما نريده هو ضمانة سياسية واضحة. إن التراجع عن الوعود خاضع معهم للمزاج ولاعتبارات الظروف كما في كل مرة وهذا الأمر لا يجوز الإستمرار به، كما جرى في قانون الإنتخابات عام 1996 و2000 و2005.
وعن ترشيح العماد سليمان رئيسا للجمهورية، قال:"التفاهم السياسي الأميركي - السوري لم يكتمل، نحن كتيار وتكتل تنازلنا عن ترشيح العماد عون في إطار مبادرة سياسية تم نقاش معظم بنودها مع النائب الحريري سواء في باريس أو في الرابية، ونسألهم لماذا تحولت بين ليلة وضحاها هذه المحادثات السياسية لتصير خرقا دستوريا".
ولفت كنعان الى أن "وصفة الحكومة غير الميثاقية لتعديل الدستور ليست جائزة"، مشيرا إلى أن "مسألة تعديل الدستور بعد انتقال المجلس النيابي من هيئة تشريعية الى هيئة ناخبة لا يعطيها الحق بتعديل الدستور، هذه الهرطقة واضحة وموقفنا منها ثابت ومبدئي، وموافقتنا على تسهيل التعديل لصالح العماد سليمان دون التصويت لمصلحة هذا التعديل تكون بالتفاهم السياسي أولا ".