ارشيف من : 2005-2008
الميلشيات الشباطية: "التسلح رسمي والتدريب للحلفاء ودول الرعاية!
التسلح والتدريب على السلاح.. الامر لم يعد كلاماً سياسياً، وما كان سراً بات يُعمل به علناً برعاية السلطة وإشرافها ومساعدة مباشرة من أطراف عديدة في الفريق الحاكم ودول الرعاية.
هذا ما أكدته وقائع الايام القليلة الماضية من خلال ما كشفته قناة المنار مؤخرا عن محاولة تهريب أسلحة بكميات كبيرة داخل طرود بريدية عبر مطار الرئيس رفيق الحريري، وما أثاره رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب عن عمليات تدريب وتسليح في معاصر الشوف يقوم بها الحزب التقدمي الاشتراكي و"القوات".
هذه الوقائع المدموغة بإثباتات "صورية" ووثائق رسمية أعادت إلى أذهان اللبنانيين شبح الحرب الأهلية التي لا تزال ويلاتها ماثلة أمام عيونهم، وما زال قادتها حاضرين بتاريخهم ليحققوا ما لم يدركوه في تلك الحرب.. سعي حثيث للخراب بالذهنية نفسها وإن كان بتحالفات مستجدة!
التسلح الميلشياوي لقوى الفريق الحاكم بات مكشوفاً للبنانيين وأمام أنظارهم، ولو غُطي بمسميات مختلفة، وجرى التلطي تحت اسم مؤسسات أمنية رسمية أو شركات أمنية خاصة، في الوقت الذي يعمل فيه الجميع لا سيما قوى المعارضة على إشاعة جو من التهدئة للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، والتي فرضها بطبيعة الحال الاستحقاق الرئاسي.
وفي ظل السعي الظاهر لتسوية الازمة يغدو السؤال ملحاً حول مغزى هذا التسلح ومن له مصلحة في تخزين هذا الكم من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، في وقت يدّعي الجميع ومنهم فريق الموالاة أن ليس هناك من عودة إلى الوراء!
مصدر في المعارضة أكد لـ"الانتقاد" أن "الفريق الحاكم ينفذ خطة مرتبطة بالمشروع الأميركي ـ الإسرائيلي في المنطقة تقوم على مبدأ تفجير الواقع اللبناني الداخلي وأخذ البلاد إلى حال من التفتت والتناحر الطائفي والمذهبي، والمعارضة هي من قطعت الطريق وتقطعه على هؤلاء بحكمة قياداتها وبتعاونها الدؤوب مع قيادة الجيش اللبناني".
وبحسب المصدر ذاته فإن "الفريق الحاكم يقيم منذ فترة مليشيات تحت مسميات مختلفة، ليس أقلها ما يُعرف اليوم بالشركات الأمنية التي جرى ترخيصها أيام وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت، وهي شركات مملوكة لآل الحريري وشركائهم السياسيين والماليين، وتضم اليوم نحو 4500 مسلح جرى تدريبهم في الأردن وفي دولتين عربيتين ترتبطان بعلاقة قوية مع هذا الفريق. وتضم هذه المجموعات في عدادها عناصر استخبارية تتبع للدول الراعية".
ويضيف المصدر: "هناك ما يربو على 2800 عنصر محازب من "القوات" اللبنانية وأنصارها دخلوا في لائحة واحدة إلى سلك القوى الأمنية، وذلك في أعقاب الكلام الذي سيق في وقت مضى عن تهميش المسيحيين في بنية الدولة، وفي عهد رئيس الحكومة اللاشرعية فؤاد السنيورة".
ولعل الخطورة تكمن ـ في رأي المصدر ـ "في الوقائع التي يجري تداولها بصيغة معلومات شفهية وتتحدث عن وجود عناصر أمنية للدول الثلاث المذكورة أعلاه تحت عنوان خدمات صحية ـ مستشفيات نقالة ـ وتأتمر بأوامر أميركية، وهي تعمل على تدريب المليشيات الحاضنة للفريق الحاكم". ويتحدث المصدر عن ان "دولاً عربية أرسلت نحو (11) ألف بندقية بعلامات فارقة، وهي شوهدت في بعض مراكز "تيار المستقبل" في بيروت، فضلاً عن كميات كبيرة من الأسلحة أُفرغت في مرفأ بيروت ومطار بيروت الدولي".
وبحسب المصدر فإن المعلومات تشير الى ان "هذا المخطط جرى وضعه قبيل عدوان تموز، أي في إطار توازن معين كانت ستفرضه حرب تموز، غير ان حساب البيدر جاء مخالفا لحساب الحقل، بعد الهزيمة التي لحقت بالإسرائيلي وبالمشروع الأميركي على يد المقاومة اللبنانية، وبات السير في هذا المخطط يطرح مخاطر كبيرة يخاف منها أسيادهم".
ولكن ما مدى"حظوظ" تطبيق هذا المخطط من قبل الفريق الحاكم على الأرض؟ يقول المصدر: "ان هؤلاء مربكون فعلاً، لأن إشارات أسيادهم لن تأتي فعلاً بسبب وقائع الهزائم والارتباك والمتاعب التي يعيشها المشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة، والخوف من الكلفة التي قد تنجم عن مثل هذه المغامرة بالوضع اللبناني الداخلي، بعدما نجحت المعارضة في الداخل والمقاومة على الحدود بأن تظهر مقدار قوتها ودرجة يقظتها واستعداداها للتصدي لجميع الاحتمالات". مؤكداً ان "هذا الفريق بدأ بخسارة رهانه على مشروعه الانقلابي عندما اصطدم بصلابة الجيش اللبناني في حماية الوحدة الوطنية والتلاحم مع المقاومة".
وكانت قناة المنار كشفت في الايام القليلة الماضية بالوثائق عن قيام "فرع المعلومات" التابع لقوى الأمن الداخلي بتهريب أسلحة عبر مطار بيروت من دون إذن الجيش اللبناني، وقد جرى كشفها من قبل جهاز الجمارك. كما كشف الوزير السابق وئام وهاب عن عمليات تدريب على اسلحة خفيفة ومدفعية ثقيلة في منطقة الشوف يقوم بها عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، وأبرز وهاب صوراً تؤكد معلوماته.
حسين عواد
الانتقاد/ العدد1242 ـ 23 تشرين الثاني/نوفمبر2007