الحادي عشر من تشرين الثاني تاريخ حفر مكانه في ذاكرة اللبنانيين، فهو يؤشر لحدث كبير أسّس لكتابة عهد جديد في مسار الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي. إنه تاريخ العملية الاستشهادية الأولى التي نفذتها المقاومة الإسلامية وفارسها الشهيد أحمد قصير في العام 1982. ويكتسب هذا التاريخ ميزة أخرى لأنه يؤشر لمسارٍ جهادي واكب العمل المقاوم، وشكّل رافداً رئيسياً في تعميم ثقافة الشهادة، وساهم في تحصين مجتمع الشهادة وتمتينه من خلال الاهتمام بالجوانب الحياتية المختلفة لعائلة الشهيد وأهله، فبات "يوم الشهيد" يوماً لـ "مؤسسة الشهيد".
اختارت مؤسسة الشهيد عبارة "عطاء الشهادة حياة" عنواناً لحملتها في إطار إحياء الذكرى الخامسة والعشرين على انطلاقتها، ويضيف المدير العام لمؤسسة الشهيد السيد جواد نور الدين "أننا أردنا بهذا الشعار المؤلف من ثلاث كلمات، أن نؤكد على ثلاثة مفاهيم رئيسية تشكّل بمجموعها خلاصة الثقافة التي تسعى المؤسسة لترسيخها في المجتمع الخاص على مستوى أسر الشهداء، وعلى مستوى الشرائح الانسانية الأخرى في المجتمع العام، وهي ثقافة الجهاد والشهادة، التي تشكّل أحد الأهداف والتوجهات الاستراتيجية للمؤسسة، والتي تبني على أساسها برامجها الرعائية في خدمة عوائل الشهداء".
ويوضح السيد نور الدين أن "هناك أكثر من أربعة آلاف من أفراد عوائل الشهداء حالياً ترعاهم المؤسسة، وتؤمن لها البرامج المختلفة بشكل كامل"، مشيراً إلى أن "هذا العمل يتطلب جهداً كبيراً نظراً للمجالات المتشعبة العديدة التي تتطلبها إدارة هذه البرامج والخدمات، وبالتالي تستلزم فرقاً عاملة موزعة في مختلف المناطق اللبنانية".
ويضيف أن "المؤسسة تسعى لتأمين الرعاية الشاملة لأسر الشهداء، وتشمل الأسرة من زوجة وأولاد، والأهل من أب وأم، وتعمل لكي تتناول هذه الرعاية كل الجوانب الحياتية والاجتماعية والعائلية والصحية والتعليمية والثقافية والإرشادية والترفيهية المخصصة لأسر الشهداء وصولاً إلى الاكتفاء والاستقلال الذاتي للعوائل".
ويشدّد السيد نور الدين على أن للشهيد نفسه برنامج خاص تحت عنوان "تبرئة ذمة الشهيد"، حيث تتولى المؤسسة سداد ديونه الشخصية، وأداء واجباته الدينية بالنيابة من صلاة وصوم وحج، فضلاً عن الاهتمام بضريحه، والمساهمة في إقامة حفل تكريم له في المناسبات المختلفة، وهو ما يترك تأثيراً معنوياً كبيراً لدى أهل وأسرة الشهيد، وانعكاسات إيجابية على مسيرة الجهاد والشهادة التي اختارها الأب".
ويلفت السيد نور الدين إلى أن "المؤسسة تخصص برامج معينة متعلقة بالأب والأم على المستويين الصحي والاجتماعي تساهم في تأمين حياة لائقة في المجتمع. أما على صعيد الأسرة فإن البرامج موسعة وشاملة تقريباً لكل شؤون ومجالات الحياة"، معدّداً المجالات التي تشملها تقديمات المؤسسة للأسر حيث "تسعى المؤسسة لتأمين المسكن اللائق لأسرة الشهيد، كما تؤمن هدية مالية شهرية تتناسب وحاجات الأسرة مستوى معيشتها، كما تؤمن الرعاية الصحية الكاملة للأسرة على صعيد الطبابة والاستشفاء أو الدواء وكل النواحي المتعلقة بالشأن الصحي".
ويضيف السيد نور الدين: "تكفل المؤسسة تأمين الرعاية التعليمية لأبناء الشهيد من الحضانة وحتى التخرج من الجامعة، وتعتمد المؤسسة برامج خاصة بهذا الشأن، سواء على صعيد اختيار المدرسة أو المؤسسة التعليمية.. وفي مجال آخر تستفيد المؤسسة من مختصين في المجالات الاجتماعية والتربوية، بهدف مواكبة تنشئة أبناء الشهيد، والعمل على مواجهة أي مشلكة قد تواجه أسرة الشهيد على هذا الصعيد، سعياً لتنشئة جيل سليم معافى من الآفات التربوية والثقافية".
ويؤكد مدير عام مؤسسة الشهيد على "أهمية الجانب الثقافي في برامج رعاية أسرة الشهيد، سواء من خلال البرامج الثقافية والدينية المتنوعة، والتي تتضمن المحاضرات والدروس الدينية والثقافية، أو من خلال تنظيم رحلات إلى المقامات الدينية، لما لهذه الأنشطة من أثر إيجابي في تنمية الجوانب الروحية والمعنوية لأسر الشهداء"، ويشير إلى أن "الرحلات لا تقتصر على الجانب الثقافي والديني، بل تشمل الجوانب الترفيهية، ولذلك تعمل المؤسسة على تنظيم رحلات ترفيهية ورياضية لأبناء الشهداء، فضلاً عن المشاركة في مخيمات كشفية ودورات سباحة وغطس، والمجالات التي من شأنها اكتشاف وتنمية المواهب لدى الأبناء".
لا ينكر السيد نور الدين أن "مسؤولية رعاية أسر الشهداء كبيرة جداً، وتتطلب متابعة دقيقة لكل نواحي الحياة اليومية والاجتماعية"، وينطلق في تقييم هذه المسؤولية من الحديث القدسي الذي تتخذه المؤسسة كمبنىً رئيسي في كل حركة عملها، والذي يقول: "أنا خليفة الشهيد في أهله"، وبالتالي فإن هناك رسالة مقدّسة تقوم بها المؤسسة عبّر عنها الامام الخميني الراحل (قدس سره) بالقول: "إن مؤسسة الشهيد هي أفضل المؤسسات لأنها تخدم أفضل البشر".
وفي هذا المجال يشير السيد نور الدين إلى أن "مؤسسة الشهيد تتميز بأنها تؤمن الرعاية لأبناء الشهداء في منازلهم وبين أسرهم، وتحرص على أن يكون ابن الشهيد في المجتمع الذي يحيط به كغيره من الناس، فهو ليس "يتيماً" بل هو إبن شهيد منح المجتمع العزة من خلال تضحيته بنفسه في طريق المقاومة وتحرير الأرض، وهو ما يعطيه ميزة خاصة تفرض التعاطي معه بطريقة مختلفة".
أما عن الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاق مؤسسة الشهيد فيقول السيد جواد نور الدين إن "المؤسسة بعد ربع قرن على انطلاقتها تتابع رسالتها السامية في تحصين مجتمع الشهادة، ومستمرة في خدمة عوائل الشهداء بكل زخم وقوة، وهذا بحد ذاته دليل على أن عطاءات دماء الشهداء تثمر المزيد من العطاء، وتجسّد المعنى الحقيقي للحياة".

مؤسسة الشهيد في سطور
النشأة والتأسيس
كانت انطلاقة مؤسسة الشهيد في لبنان بعد أسبوعين على بدء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ببركة وتوجيه من الإمام الخميني (قدس سره)، وتطوّر هذا العمل ليصبح مؤسسة حملت اسم "الشهيد" وتعنى برعاية أهل وأسر الشهداء. وتم استحصال ترخيص رسمي في شباط 1989 تحت اسم "جمعية مؤسسة الشهيد الخيرية الاجتماعية".

الأهداف العامة
ـ  العمل على نشر وتعميم ثقافة الجهاد والشهادة.
ـ  تأمين الرعاية الشاملة لعوائل الشهداء للوصول بها إلى مرحلة الاعتماد على النفس.
ـ  تعزيز ثقافة التكافل الاجتماعي في المجتمع.

البرامج الرعائية
1. الرعاية الثقافية
2. الرعاية الاجتماعية
3. الرعاية الصحية
4. الرعاية التعليمية
5. الرعاية الإرشادية
6. تكريم الشهيد
7. آثار الشهداء

برامج الدعم
1.برنامج تكفل أبناء الشهداء.
2.برنامج التخصص الجامعي والدراسات العليا.
3.برامج دعم أهالي الشهداء.
4.التبرعات العامة.
5.الحقوق الشرعية.

مشاريع المؤسسة
ـ  مستشفى الرسول الأعظم (ص).
ـ  معهد الرسول الأعظم (ص) التقني.
ـ  المستشفى التخصصي لأمراض وجراحة القلب (قيد الانشاء).
ـ  كلية الرسول الأعظم (ص) الجامعية (قيد الانشاء).

مراكز المؤسسة
ـ  الإدارة العامة: بيروت هاتف: 460282/05 – 460724/05
ـ  فرع بيروت: 460855/05  ـ  460857/05
ـ  الجنوب: فرع النبطية: 762438/07  ـ   فرع صور: 741708/07
ـ  فرع البقاع: 375390/08 – 374390/08
ـ  برنامج تكفل أبناء الشهداء: 450460/01  ـ   700850/03
www.alshahid.org
e.mail: info@alshahid.org