ارشيف من : 2005-2008

وديع الخازن: الجرح الملتهب في لبنان سيلهب هذه المرة المنطقة في ظل التلطي وراء الدعوم الخارجية الموهومة لعرب الإعتدال وحكومة الرئيس السنيورة

وديع الخازن: الجرح الملتهب في لبنان سيلهب هذه المرة المنطقة في ظل التلطي وراء الدعوم الخارجية الموهومة لعرب الإعتدال وحكومة الرئيس السنيورة

القاهرة غداً وسط إشتداد حدة الخلافات القائمة حول الإستحقاق الرئاسي في لبنان والتوتر القائم في فلسطين لما لهما من تداعيات على مشروع السلام في الشرق الأوسط. فهل نأمل خيراً من مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بعدما أخفقت المبادرة الفرنسية في دفع الأفرقاء على التفاهم حول حل متوازن عندنا، إذ كيف يمكن أن نأمل خيرا من هكذا إجتماع والخلاف السعودي – السوري مستحكم على قاعدة التباين القائم حول الملف اللبناني والرؤية المتعلقة بآليات السلام في لبنان والمنطقة".‏

"فما لم تحل هذه الخلافات السعودية – السورية فعبثا البحث عن حل بعد الإخلال بالتوازنات التي بني عليها لبنان منذ تأسيسه كدولة وكيان.‏

"وإذا كان اللبنانيون قد عجزوا حتى الآن عن حل خلافاتهم الداخلية فبفعل تأثير الخلافات العربية على مجمل القضايا المحيطة بمصيرهم خصوصا تلك المتعلقة بفلسطين ووضع اللاجئين وهواجس التوطين.‏

"فالعجز لا يكون لبنانيا إلا بفعل عجز العرب أنفسهم عن حل مشاكلهم الإقليمية التي تداخلت فيها العوامل الدولية والمشاريع الملتبسة بالوضع الفلسطيني – الإسرائيلي لحماية أمن "إسرائيل"، والمطلوب الآن من هذا المؤتمر فعل إنتفاض على دهر الخلافات العربية التي لم تتمكن الجامعة العربية يوما من حلها برغم قيامها في الأربعينات لإخراج الحلول من رحم بروتوكولاتها على رؤية مشتركة.‏

"ولأن الخلاف السعودي – السوري في أساس الخلاف اللبناني وما حوله فلا بد من وقفة عربية وجدانية وتاريخية لدعم روح المصالحة والتفاهم بين هذين البلدين الأساسيين لأي حل في المنطقة إنطلاقا من لبنان.‏

"فعبثا البحث عن حلول في عناوين فضفاضة لا تغني ولا تسمن ما لم نضع الإصبع على الجرح الملتهب في لبنان لأنه هذه المرة سيلهب المنطقة في ظل التلطي وراء الدعوم الخارجية الموهومة لعرب الإعتدال وحكومة الرئيس السنيورة وقد خبرنا طويلا ويلات هذا النوع من التأييد والمؤازرة".‏

2008-01-05