ارشيف من : 2005-2008

حررت أسيراً وجثتي شهيدين ونفذت مناورة ضخمة: المقاومة الاسلامية تعِد العدو بالمفاجأة الكبرى

حررت أسيراً وجثتي شهيدين ونفذت مناورة ضخمة: المقاومة الاسلامية تعِد العدو بالمفاجأة الكبرى

يمكن القول إن العام ألفين وسبعة كان عام المقاومة الإسلامية الخارجة من حرب تموز ـ آب 2006 منتصرة، فلم تشغلها كل القضايا الداخلية عما يجري على الحدود، وعينها لم تغمض عن العدو الصهيوني وما يمكن أن يحضر له من اعتداءات ضد لبنان. كما أنها لم تنس أسراها ومعتقليها داخل السجون الاسرائيلية، وفي غفلة من انهماك قوى السلطة بالاستئثار بالحكم فاجأت المقاومة الجميع عبر إعلانها تحرير أسير وجثتي مقاومين. وفي مفاجأة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى نفذ الآلاف من مجاهدي المقاومة الإسلامية أضخم مناورة لها على الحدود، لتبعث بذلك رسالة قوية الى العدو بأنها جاهزة لردع أي عدوان قد يفكر به.. بما فيها المفاجأة الكبرى التي توعد بها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله العدو اذا ما نفذ أي عدوان ضد لبنان في ذكرى الانتصار التاريخي في 14 آب 2007. 

اثبتت المقاومة الاسلامية انها العين الساهرة على الوطن وأهله، وأضافت في العام 2007 انجارا جديدا يضاف الى انجازاتها السابقة الوطنية الكبيرة، حيث استطاعت تحرير أسير لبناني وجثتي شهيدين من قيد الاحتلال، لتؤكد من جديد وعدها الصادق الذي بدأته في الثاني عشر من تموز العام 2006.
 ففي الخامس عشر من  تشرين الأول من العام 2007 تم الإعلان عن عملية تبادل بين حزب الله والكيان الصهيوني، عند نقطة الجيش اللبناني الحدودية في رأس الناقورة، حيث تسلم حزب الله المعتقل اللبناني حسن نعيم عقيل من بلدة الجبين ومعه رفات الشهيدين محمد يوسف عسيلي وسامر نجم، اللذين قضيا خلال مواجهة عدوان تموز، مقابل تسليم حزب الله جثة مستوطن صهيوني قذفته المياه الى الشواطئ اللبنانية. وحصلت العملية وسط إجراءات أمنية مشددة شاركت فيها قوات اليونيفل، وسط كتمان تام ما ساعد في إنجاح عملية التبادل. ومن مميزات هذه العملية أنها جاءت في أيام عيد الفطر السعيد، لتحمل البشرى الى قلوب اللبنانيين. وأكدت عملية التبادل الحضور القوي والفاعل للمقاومة الإسلامية وقدرتها على فرض شروطها على العدو، بعدما صرح قادة العدو بأن أي عملية تفاوض لن تجري مع حزب الله.
ووضع  حزب الله عملية التبادل في خانة التعبير عن حسن النوايا الإنسانية بين الطرفين. وإذ وصف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله العملية بالإنجاز الكبير، شدد على أنها عملية جزئية ومحدودة، وان إطلاق سراح أسير واحد له قيمة إنسانية عالية، واستعادة جسد شهيد واحد له قيمة إنسانية عالية. وتحدث السيد نصر الله حينها عن تقدم ايجابي في عملية التبادل الأوسع والاهم، وهي المرتبطة بالجنديين الإسرائيليين وبالأسرى.
وفي إنجاز آخر فاجأ العدو والمراقبين نفذ الآلاف من مجاهدي المقاومة الإسلامية أضخم مناورة عسكرية في تاريخ حزب الله. لتؤكد المقاومة من جديد جهوزيتها الدائمة للقيام بكل ما يلزم للدفاع عن الوطن والشعب. ذلك أن تهديدات العدو على الحدود لم تتوقف مع مشاركة نحو خمسين ألف جندي إسرائيلي في مناورات واسعة  وكبيرة في منطقتي الجولان وفي الجليل المحتلتين والمقابلتين للحدود اللبنانية. وكشفت صحيفة الأخبار في ذلك الوقت أن المناورة خطوة لا سابق لها في نوعيتها وأهدافها، مشيرة الى أن الأمر تم تحت أعين قوات الاحتلال الإسرائيلي وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب. وقد تولى الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الإشراف شخصيا على المناورة التي شاركت فيها جميع القطع العسكرية والأمنية واللوجستية العاملة في المقاومة. وحاكت المناورة عملية دفاعية شاملة بوجه حرب إسرائيلية شاملة على لبنان، كما حاكت ارتفاع منسوب الخطر على لبنان إذا ما شنت "إسرائيل" عدوانا على سوريا. وذكرت الصحيفة أن تنفيذ المناورة بدأ على مراحل منها الحشد السريع والمكثف للقوات في نقاط انتشار خاصة تأخذ بعين الاعتبار اندلاع مواجهة شاملة. وامتدت المناورة الدفاعية الواسعة جغرافيا من رأس الناقورة عند الحدود الغربية حتى سفح جبل الشيخ شرقا، وكذلك من الحافة الأمامية عند السياج الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة وحتى العمق الجنوبي لعشرات الكيلومترات.
وفي الختام  تحدث السيد نصر الله الى آلاف المقاومين المشاركين مباركا لهم  إنجازهم للمناورة واستعدادهم الكبير في الدفاع عن شعبهم وأهلهم ووطنهم.
لكن العام ألفين وسبعة لم يمر من دون خروقات إسرائيلية  للسيادة اللبنانية. ونفذ طيران العدو الحربي والتجسسي مئات الخروق للأجواء اللبنانية فوق مختلف المناطق، بدءا من سماء الجنوب مرورا ببيروت العاصمة والشمال والبقاع.
وبالتزامن مع الخروقات الجوية كان العدو ينتهك الأرض اللبنانية، وأبرزها قيام جرافتين في شهر أيار الماضي بتجريف واسع للأرض والأشجار بعمق 80 مترا في وادي سعسع المحاذي لبلدة رميش. وسبق هذا العدوان تقدم قوة صهيونية في شهر شباط  تضم عددا من الآليات والجرافات باتجاه تخوم بلدة مارون الرأس بعد أن زعم العدو انه اكتشف فيها مجموعة من العبوات الناسفة، فتصدت لها قوة من الجيش اللبناني.
وفي أسلوب جديد  للتجسس ألقت طائرات العدو مجسمات صغيرة بداخلها أجهزة استشعار حساسة ربطتها بألعاب نيلونية في محيط مناطق علمان ودير سريان وعدشيت القصير. 
ولم تسلم المياه الإقليمية اللبنانية من الاعتداءات الإسرائيلية، فبقيت الزوارق الحربية للعدو تجوب في المياه اللبنانية طيلة السنة الفائتة.
وإضافة الى هذا كله عمد العدو الى ضخ مياه الأمطار باتجاه الأراضي اللبنانية عبر فتح عبّارة على الحدود مع بلدتي كفركلا والعديسة، ولم تنفع المحاولات التي جرت لثنيه عن ذلك ما سبب ضررا كبيرا للمزارع الجنوبي.    
مصعب قشمر
الانتقاد/ العدد 1248 ـ 4 كانون الثاني/ يناير 2008

2008-01-04