ارشيف من : 2005-2008
نقطة حبر: إشكالية المعلن والمسكوت عنه
إذا كانت الثقافة تتغذى بالأزمنة الثقافية وإذا كانت هذه الأخيرة من الأحداث والفعاليات والوجوه الثقافية، فإن عام 2007 الثقافي لم يكن امتداداً للزمن السياسي الذي جاءت منه أو جاء منها.. كلاهما جائز بحسب زاوية الرؤية التي يقارب منها الموضوع، وهو زمن حافل بتنوع الأحداث والاضطرابات السياسية والأمنية. وإذا كان الحدث السياسي في الظاهر بعيداً عن الفعل الثقافي، فإن التاريخ الثقافي السياسي يشي بأوثق العلاقات بين الحقلين، ولنا في سنوات الفوضى التي عاشتها الأندلس خير مثال على ذلك المنتج الثقافي الغزير ـ للمفارقة ـ لا سيما في الحقبة التي سبقت وتلت حكم المرابطين للأندلس. ولنا أيضاً في التاريخ الحديث تجربة الحرب الأهلية اللبنانية وما أعطته من منجز ثقافي تبدى بذلك الكم الهائل من الكتب والروايات والأعمال المسرحية والسينمائية والفنية عامة.
إذاً ثمة علاقة وثيقة الوشائج بين الفعل السياسي والمنجز الثقافي. ويذهب البعض في قراءة هذه العلاقة إلى القول بإمكانيات التطور والتحول، حيث يواجه الثقافي مادته الحياتية وموضوعاته المعيشية، فيواجه أجناسا أخرى سابقة عليه أصابها التكلس وانغلقت على ذاتها وفقدت امكانيات الصعود من جديد، وهذا ما يتيح للانتاج الثقافي امكانية التجديد الذاتي مما يتيسر له من تضاد طليق الحدود، فتقدم نتاجاتها الجديدة بكل ما تحمله كلمة جديدة من لمعان ودهشة غير عابئة بالأجناس البائتة ذات القوالب الجامدة والأشكال الثابتة المعروفة البدايات والنهايات.
عام 2007 كان فقيراً على مستوى الاحتفاليات والفعاليات والأنشطة الثقافية، فهل يكون غنياً بالمعنى الثقافي الاستبطاني الآنف؟
الانتقاد/ العدد 1248 ـ 4 كانون الثاني/ يناير 2008