ارشيف من : 2005-2008
نصر الله: رهاننا على المقاومة التي أدخلت الأمة في مرحلة الانتصار
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله "ان بوش يمارس اكبر عملية تضليل في التاريخ, عندما يتحدث انه آت لحماية العرب وبالخصوص دول الخليج من إيران التي لم تعتد على احد، ولم تشن حربا على احد"، وقال: "من المؤسف جدا ان يكون اول يوم من ايام عامنا الهجري الجديد يوما مخزيا ومعيبا لكل العرب والمسلمين, عندما تطأ اقدام فرعون ونمرود هذا الزمان أرضنا المقدسة المحتلة, ليعتز بالمحتلين وبالمغتصبين ويؤكد دعمه المطلق لهم ولمجازرهم اليومية وحروبهم الدامية، وهي التي قتلت وأذلت وأرهبت العرب واحتلت اراضيهم ومقدساتهم طوال ستين عاما، وهي التي تقتلهم في كل يوم وترهبهم في كل يوم وتذلهم في كل يوم".
كلام الأمين العام لحزب الله جاء في الليلة الاولى من عاشوراء في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء(ع) ـ الرويس.
وأشار سماحته الى أن بوش يرى "إسرائيل" بـ"أنها دولة يهودية، يعني دولة عنصرية، لا تقوم على قاعدة الانتماء للدين وإنما الانتماء للدم والعرق"، مؤكداً أن "المطلوب ان تتحول "إسرائيل" الى دولة يهودية عرقية نقية من الاعتبار العنصري والعرقي".
وذكّر سماحته كيف "ان هذا الكيان فُرض بالقوة وبالإرهاب"، وقال: "كلنا يعرف كيف تم استقدام العصابات الصهيونية قبل عام 1948 الى فلسطين المحتلة، وكيف قامت هذه العصابات بارتكاب المجازر والسيطرة على أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم وطردهم وارتكاب ابشع المجازر الدموية بحقهم، وكل هذا موثق بالصورة والدليل وبالشهود"، داعياً "العالم لينظر الى قتل وجرح عشرات الفلسطينيين وتدمير بيوتهم وأرزاقهم في قطاع غزة والضفة الغربية وشن الغارات عليهم".
وقال: "في نظر بوش والعالم ـ للأسف ـ ليس من حق الفلسطينيين ان يدافعوا عن انفسهم، اذا اطلقوا صاروخا محلي الصنع متواضع القدرة، يدينهم العالم ويستنكر فعلهم العالم، أما دمهم المسفوح واشلاؤهم المقطعة واطفالهم المقتلة ودموع نسائهم الثكلى فلا تُرى بعين حقوق البشر في هذا العالم الأعمى، في المقابل "إسرائيل" من حقها ان تدافع عن نفسها ليس بالصاروخ والبندقية وانما بالسلاح النووي، من حق "اسرائيل" عندما تقدم المقاومة في لبنان على اسر جنديين إسرائيليين(..) ان تدمر بلدا بكامله، وان تجتاحه وتحرقه على مدى ثلاثة وثلاثين يوما، اما الفلسطيني الذي يقتل في قطاع غزة فليس له حق ان يطلق صاروخا على سيديروت او عسقلان، أو ان يدافع عن نفسه".
ووصف سماحته بوش بـ"فرعون هذا الزمان"، وقال له "ان كنت تغار على دماء العرب وعلى امنهم وعلى سلامهم وعلى مصالحهم وعلى اطفالهم وعلى ديمقراطيتهم (بين هلالين) وعلى مستقبلهم وعلى مصيرهم وعلى مواردهم، يجب ان تخاف من ربيبتك وحبيبتك وصديقتك وحليفتك "اسرائيل" التي اتيت لتدعمها والتي تقدم لها كل دعم وكل تأييد وكل مساندة".
وأبدى سماحته ارتياحه لـ"الوعي الكبير والعارم في بلادنا العربية والاسلامية"، مؤكداً ان"الشعوب لا تصدق لا خداع بوش ولا بهلوانياته ولا اكاذيبه. الشعوب تملك وعيا واضحا وبصيرة كاملة ويقينا بحقها, تعرف عدوها جيدا وتعرف صديقها جيدا".
وقال: "هذا الوعي يجب ان تعمل كل الحناجر وكل المنابر على تثبيته وترسيخه لانه هو الخطوة الاولى في حركة الصحوة والنهضة والمقاومة والثورة, اما الغافلون الجاهلون النائمون, اما الذين لا معرفة لهم ولا بصيرة عندهم فلا يمكن ان يحركوا ساكنا".
وانتقد سماحته بعض حكام العرب الذي يقدمون "آيات الشكر لبوش"، مؤكداً أن "كل هذا لا يمكن ان يغير الحقيقة التي تقول ان ادارته هي التي تفرض الانظمة الاستبدادية, والتي تدعم "اسرائيل" المغتصب والمحتل والعدو، والقاتل الاول، والتي تنهب خيراتنا ومواردنا الطبيعية, والتي تفعل كل شر وسوء وفساد في بلادنا"، مشدداً على ان "رهاننا هو على ارادة الصمود والاستعداد للتضحية التي تتجسد وتتمثل في شعوبنا، وآخر رهاننا واملنا على فعل المقاومة, المقاومة الصامدة, الحية, الجادة، طبعا ليس مقاومة الاستعراض, المقاومة الجدية التي ادخلت الامة في لبنان وفلسطين والعراق في مرحلة الانتصار وأخرجتها ونقلتها من مرحلة الهزيمة والضعف والذل والهوان واحتقار الذات".
الانتقاد/ العدد1249 ـ 11 كانون الثاني/ يناير 2008