ارشيف من : 2005-2008
باختصار: توقيت الزيارة
ماذا جاء الرئيس الأميركي جورج بوش يفعله في المنطقة، وهو الذي بدأ بحزم حقائبه للخروج من البيت الأبيض؟ سؤال مشروع وخاصة أن الأهداف المعلنة لهذه الزيارة (إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي واحتواء النفوذ الإيراني) هي ذاتها الأهداف التي لم يتمكن من تحقيقها على مدى سبع سنوات، علاوة على أن الوضع في المنطقة لم يكن بهذه الصعوبة بالنسبة لأميركا وإسرائيل في بداية ولاية بوش الأولى وحتى الثانية.
فأميركا الغارقة بمستنقعي العراق وأفغانستان أصبحت ذراعها العسكرية شبه مشلولة تمنعها من الدخول في مغامرة جديدة ولا سيما أن هدف المغامرة دولة يمكن تسميتها بالدولة الإقليمية العظمى، ناهيك عن الأجواء الدولية الأوروبية والروسية منها وخاصة بعد صدور التقرير الاستخباري الأميركي حول إيران.
أما "إسرائيل" فهي ما زالت تعاني تداعيات حرب تموز 2006 وتنتظر تقرير لجنة فينوغراد الذي يقال بأنه سيحدد مصير رئيس وزراء العدو، هذا إذا وضعنا جانبا الجانب العسكري ومعنوياته في كيان العدو جراء نتائج هذه الحرب، فكيف بالحديث عن دولة كإيران؟
إذاً ما هي أهداف الزيارة الحقيقية؟ أغلب التوقعات لا تذهب أكثر من دعم سياسي معنوي يقدمه بوش لاولمرت قبل صدور تقرير فينوغراد بهدف تعويمه داخليا وخارجيا، خاصة إذا رأينا حجم الإجراءات الأمنية المشددة وحجم الحفاوة التي نظمها اولمرت لاستقبال شريكه بل محرضه على افتعال حرب "لبنان الثانية".
أما على الصعيد العربي فإن ما سبق الزيارة يوحي بنتيجتها، تقرير الاستخبارات الأميركية، دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم دعوته لأداء مناسك الحج، محادثات مصرية إيرانية على أعلى المستويات لإعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها وغيرها من الإشارات التي تؤكد بأن رئيس أكبر دولة في العالم وبما من يقف وراءه من استراتيجيين وباحثين ومراكز دراسات ومفكرين ومنظرين لا يمكن أن تكون هذه الأهداف المعلنة هي حقا أهداف بوش من زيارته للمنطقة، أو أنه اختار وكعادته التوقيت الخاطئ للقيام بهذه الزيارة...
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1249 ـ 11 كانون الثاني/ يناير 2008