ارشيف من : 2005-2008

كتاب "مجالس الناشئة": تعزيز المعرفة بأصل قضية عاشوراء

كتاب "مجالس الناشئة": تعزيز المعرفة بأصل قضية عاشوراء

بعد إصداره كتاب "مجالس السيرة الحسينية" يقدم "معهد سيّد الشهداء (ع) للتبليغ والمنبر الحسيني" كتاباً جديداً في نفس الموضوع، لكنه موجّه إلى الاطفال والناشئة، هذه المرة، وهو بعنوان: "مجالس الناشئة"، ويتضمن مخططات المجالس العاشورائية العشرة التي تمتد منذ بداية اليوم الأول من شهر محرم الحرام إلى اليوم العاشر منه، ويحتوي كل مخطط ـ لكل مجلس بمفرده ـ على كيفية الدخول في المناسبة التاريخية وأجوائها، والعنوان المناسب الذي ينطلق منه خطباء وقارئو العزاء الحسيني، لإحياء هذه الذكرى الشريفة والمباركة، والتنبيه إلى المشكلات التي يتوجب طرحها أمام الجمهور العاشورائي، والتركيز عليها من خلال وضع معالجاتها التوضيحية المطلوبة ـ كل ذلك بهدف استحضار وقائع ثورة الإمام الحسين(ع) وتبيان أهدافها ونتائجها، من خلال إظهار حقيقة ما حصل منذ ما قبل واقعة كربلاء الرائدة والفريدة وأثناءها في المعركة غير المتكافئة التي خاض غمارها سيد الشهداء الإمام الحسين(ع) ومن معه، وأدت إلى استشهادهم، وبالتالي إلى سبي من بقي من نسائهم وأطفالهم، من بلد إلى بلد، بعد نهب خيامهم وإحراقها.
فالحكم الأموي المستبد بقيادة الحاكم الفاسد يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان، حاول تعطيل مفاعيل قاعدة الارتكاز الرئيسية للدين الإسلامي وهي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لذلك قام الإمام الحسين(ع) بثورته الاصلاحية، لتثبيت أحكام العقيدة الإلهية الحقة، ولإبقاء أهداف الثورة الحسينية حيّة في الوجدان الإنساني، كان لا بد من إقامة المجالس الحسينية لخدمة أهداف النهج الحسيني الصحيح والبليغ والعميق والهادف  إلى تكريس الحد الفاصل بين الحق الإلهي والباطل البشري، من هنا جاء وضع هذا الكتاب كسابقة، ليكون مصدراً للخطباء وقارئي السيرة الحسينية، ليسهّل عليهم عملية التحضير والتثبت من المعلومات التي يلقونها على مسامع الجمهور، حتى تتعزز معرفة المستمع بأصل قضية عاشوراء، وحتى تتحصل الفائدة المتوخاة من إقامة هذه المجالس، ولأن هذا الكتاب هو في حقيقته موجّه إلى الأطفال والناشئة، فقد صيغ بلغة تبسيطية بمناخات أسلوبية قريبة من أفهام الأطفال والناشئة، والتي تتآلف بشكل جيّد مع أجوائهم الفكرية والذهنية، وإدراكاتهم العمرية الحديثة التفتح، وذلك من خلال مراعاة الأمور التالية:
1 - التركيز على مفهوم العلاقة العاطفية، الإنسانية، والأخلاقية بالإمام الحسين(ع) ـ التربية بالقدوة ـ  في معالجة أحداث عاشوراء وطرحها على مسامع الناشئة، حيث تم ربط كل قيمة تربوية مطلوب ترسيخها في شخصية النشء بشخصية الإمام الحسين(ع).
2 - عدم التعرض لأمور تشوّش ذهن النشء(معقول ولا معقول) بسبب عجز الطفل عن تبرير الغيبيات.
3 - عدم تحويل كربلاء إلى مجرد "تراجيديا" خالية من المفاهيم والقيم والأهداف (البكاء للبكاء) بحيث لا تبدو حياة الإمام الحسين(ع) حياةً مأساوية مختصرة بصور البكاء والتفجع عليه قبل ولادته وبعدها وحتى شهادته (ع).
4 - تجنّب الإشارة إلى معرفة الإمام الحسين(ع) بخبر شهادته قبل خروجه إلى الشهادة، وأن يتم إفهام الطفل بأن الهدف كان الإصلاح.
5 - تقديم مادة لمجموعة من القرّاء الملمين ببعض الأسس التربوية التي تمكنهم من مخاطبة النشء بلغة بسيطة مفهومة وخالية من المثالب التربوية.
6 - تبسيط لغة الكتاب، حيث قام المعهد، بإعداد قصائد شعرية بسيطة اللغة والتعابير وغير مطوّلة، تتناسب أوزانها مع أطوار العزاء لتكون بديلاً عن القصائد القديمة المشهورة، والتي تقف لغتها حائلاً أمام تلقّي المستمع لمفاهيمها ومعانيها.
7 - تحديد هدف وأغراض كل محاضرة من محاضرات الكتاب، ووضع مخطط تفصيلي لكل مجلس يبيّن: (مناسبة المجلس ـ عنوان الموضوع المتناسب معها ـ  المشكلات التربوية والمسلكية المطلوب التركيز عليها ومعالجتها ـ النقاط الرئيسية للموضوع)، على أن يُترك للقارئ الاختصار والتوسّع تبعاً للظروف.
8 ـ تمّ اختيار عناوين المحاضرات والمشاكل التربوية المراد تناولها فيها عبر الرجوع إلى العلوم التربوية التي تحدد المشاكل الأخلاقية والمسلكية الأبرز التي يواجهها  النشء في المرحلة العمرية الممتدة من (7 ـ 14) سنة.
9 ـ تمت إضافة قصة تربوية مفيدة على هامش كل مجلس، يمكن للخطيب الاستعانة بها لترسيخ أو استنتاج المفاهيم المراد إيصالها للناشئة تسهيلاً لعملية التحضير وتأطيراً لها.
أحمد ياسين
الانتقاد/ 1250 ـ 18 كانون الثاني/ يناير 2008

2008-01-18