كثيرون يعتقدون بأن الرئيس الأميركي جورج بوش قام خلال زيارته لفلسطين المحتلة واجتماعاته مع قادة الكيان الصهيوني بإعطائهم الضوء الأخضر لارتكاب ما يرتأون ارتكابه من مجازر وتدمير في قطاع غزة الخارج على قانون الفرعون وملحقاته.
والكثير أيضا يعتقد أن بوش قام بتغطية هذا "الضوء الأخضر" بجولة في المنطقة شملت العديد من الدول العربية وأهمها دول المحور الذي يسميه الفرعون نفسه الاعتدال العربي، ومن دون أن ينسى الاجتماع برئيس السلطة الفلسطينية المفروض أنه صاحب القضية الأساس.
وقد يتفق هذا الكثير من المعتقدين أن ما يقوم به بوش أمر طبيعي بالنسبة لمجرم حرب ورئيس اكبر دولة إرهابية في العالم، وهو يسعى إلى تحقيق مصالحه بأي وسيلة كانت ما دام أنه لا تحكمه قوانين وضعية أو سماوية، لا بل أينه من قوانين شريعة الغاب.
ولكن ما يتساءله هؤلاء هو ما هي المصلحة التي يجنيها المعتدلون من العرب وهم يشاهدون الدبابات الاسرائيلية تفتك بأبناء جلدتهم وتجرف أراضيهم وتهدم بيوتهم، بل أين هي هذه المصلحة في تمكين جلاديهم من نشر قواعدهم العسكرية فيما بينهم وهم يسمعون اشقاءهم يستغيثون وينادون الناصر من براثن الأسلحة الأميركية الذكية والغبية؟ بل كيف يستقبلون الفرعون المتجبر وهم على يقين بأن عينه على نفطهم وثرواتهم؟ وكيف يعيدونه إلى بلاده محملا بصفقات أسلحة بمليارات الدولارات وهم يدركون جيدا أن الصدأ سيغزوها وهم لم ولن يستخدموها بأي حال؟
لقد خرج هؤلاء من جلدتهم نهائيا ونسوا أصلهم ودينهم فما عادت تنفع مناشدتهم حتى بالعودة إلى جاهليتهم الأولى..
محمد يونس  
الانتقاد/ 1250 ـ 18 كانون الثاني/ يناير 2008