ارشيف من : 2005-2008

مجرد كلمة: "العاشر" يوم التلبية

مجرد كلمة: "العاشر" يوم التلبية

اذا كان لعاشوراء سمة الحزن الهادئ المسكون تحت حرّ دموعه بالغضب على الظلم الذي لحق بحفيد رسول الله (ص) الامام الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه، فإن للعاشر من محرم الذي يتصل بما تحمله أيام عاشوراء من معاني التضحية والفداء والايثار.. لون الغضب الهادر الذي لا تستطيع كل الدموع أن تسكته أو أن تجعله يبرد.. انه اليوم الذي يخشاه كل من انتمى الى معسكر المجرم يزيد تحت أمرة اللعين عمر بن سعد.
لطالما كان الاحتلال الاسرائيلي خلال سنوات احتلاله للجنوب اللبناني يخشى يوم العاشر من محرّم، ويتحسب لساعاته ولما تحمله الايام التي تليه، وقد كانت احدى أكبر الانتفاضات الشعبية في وجهه، تلك التي شهدتها مدينة النبطية في 17/10/1982 عندما ثار الشباب والشيوخ والنسوة والفتيان في يوم عاشوراء ليتمكنوا من تحرير المدينة لساعات بسواعدهم العارية الا من الارادة الحسينية بعد أن أحرقوا آلياته وحولوا جنوده أهدافاً لحجارتهم وعصيّهم وقبضاتهم.. لتمهد هذه الارادة الحسينية للتحرير في العام الاول في العام 1985، ولانتصاري العامين 2000 و2006..
انه الحسين (ع) مِشعل الثورة الحسينية وملهم الاحرار والثوار عبر التاريخ، انه من قال فيه المهاتما غاندي يوماً "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر".. انه سيد الشهداء الذي طبع جباه المجاهدين بإرادة ترفض الذل والهوان، وجرى في عروقهم مجرى الدم الطاهر على تراب كربلاء..
ان يوم عاشوراء هو يوم الحرية لكل من يرفض العبودية للظالمين، انه يوم الارض لكل من يرفض الاحتلال والقهر، انه يوم الوطن لمن يرفض التبعية للمستكبرين وجبابرة العصر، لمن يبحث عن الاستقلال الحقيقي بعيداً عن الوصايات.. انه يوم الغضب الذي يخشاه كل من انتمى الى معسكر يزيد وحمل سيفه ظلماً وعدواناً.
انه يوم الموقف الصادق يوم التلبية لنداء سيد الشهداء كما كان في كل تلك السنوات..
وغداً في اليوم العاشر صرختنا التي سيسمعها كل العالم: "هيهات منا الذلة".
أمير قانصوه
الانتقاد/ 1250 ـ 18 كانون الثاني/ يناير 2008

2008-01-18