ارشيف من : 2005-2008

باختصار: قبل الندم

باختصار: قبل الندم

تنطح العرب واجتمع مندوبوهم في القاهرة لبحث حصار غزة، ثم قرروا رفع القضية إلى مجلس الأمن ليتحمل عنهم مسؤولية الصمت بل الدعم لما يجري على أبناء غزة من تجويع وامتهان لكراماتهم، نعم لجأوا إلى مجلس الأمن ربما للمرة الألف وهم يعلمون أن أميركا لن تخذل القول العربي الشهير "من جرب المجرب كان عقله مخرب". جرّبوا هذه المرة التي كانت كما كل مرة: فيتو أميركي يمنع المجلس الأممي من القيام بواجبه والانتصار لشعب مظلوم تفتك به إرادة إرهابية دولية.
نحن هنا أمام احتمالين: إما أن يكون هؤلاء العرب لا يتعلمون، أي أن عقولهم مخرّبة، أو أنهم رهنوا عقولهم وكل ما يملكون لفرعون البيت الأبيض وجلاوزته. وإلا لماذا يقومون دائما بالخطوة الفاشلة نفسها، ولماذا يديرون دائما آذانهم الطرشاء لشعوبهم ولحركات المقاومة في بلادهم التي برهنت لهم أكثر من مرة أن درب الجهاد والمقاومة لم تكن أبدا دربا خاسرة، وها هم أبناء غزة الأحرار يكسرون بأيديهم العارية جدر الحصار العربية قبل الإسرائيلية.
متى يدركون أن لا سلطة من دون شعب، ومتى يدركون أن الاحتلال والاستعمار مهما طال فإنه إلى زوال، ومتى يدركون أن الاستعمار حين يستنفدهم ويمتص دماءهم حتى آخر قطرة فإنه سيتركهم إلى مصيرهم المعروف وعندها...
ولات ساعة مندم!..
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1251 ـ 25 كانون الثاني/ يناير 2008

2008-01-24