ارشيف من : 2005-2008

مواقف في سبعة أيام

مواقف في سبعة أيام

"ان المشاعر الدفينة استفاقت دفعة واحدة كأنها نتاج مصدر وتعليمة واحدة، فجاءت صدى للاشمئزاز الإسرائيلي من العار الذي لحق بنخبة جيش العدو بعدما ترك أشلاء جنوده في ارض المعركة تحت أقدام المقاومين. وهو صدى عبّر عنه قادة ومسؤولون في فريق السلطة، معروف تاريخهم وسوابقهم".
بهذه العبارات رد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ونواب من الكتلة، وشخصيات من القوى المعارضة على كلام بعض قياديي فريق السلطة رداً على ما أثاره الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء، عندما أعلن أن لدى المقاومة الإسلامية أشلاءً لجنود الاحتلال الإسرائيلي.
وقال فضل الله في مؤتمره الصحافي: "لقد طالعنا الرئيس أمين الجميل بتعابير ومواقف تشمئز من وجود أشلاء لجنود العدو لدى المقاومة يمكن لها ان تسهم في إجبار حكومة اولمرت على الإفراج عن أسرى وأجساد شهداء لم يكونوا في يوم من الأيام في حساب الرئيس السابق وفريقه. فمشاعره حيالهم لا تتجاوز خشيته ان يتمكن السيد نصر الله من الإفراج عنهم. ونحن هنا لن نسأل فخامته عن اشمئزازه من مشاهد القتل لأطفال قانا والمجازر بحق اللبنانيين في حرب تموز التي ارتكبها من بقيت أشلاؤهم في قبضة المقاومة, فعواطفه وعواطف شركائه آنذاك كانت طافحة أمام مرأى اللبنانيين والعالم على المائدة الأميركية, وهم ينتظرون ولادة الشرق الأوسط الجديد".
وأضاف: "إن الرئيس الجميل لم يتوانَ عن القول ان بعض المشاهد اشمأز منها الكثير، ونحن نوافقه بأن مشهد الحشد البشري في الضاحية الجنوبية ومشهد مشاركة الأمين العام لحزب الله مع الناس أصابت العدو بالذهول والصدمة وبالاشمئزاز من خيبته وفشله في الحرب، وكنا نظن ان عواطف فخامته وميوله سقطت بمرور الزمن ولم تعد تتلاقى مع أحاسيس وتعابير قادة العدو، لكنه يصر على إظهار اشمئزازه، ولا ندري اذا كان ذلك لخيبته من ترك العدو أشلاءه في المعركة".
وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسين الحاج حسن: "كنا نتوقع أن يحدث هذا الإعلان بلبلة وهلعاً في صفوف مسؤولي وجيش العدو، ولكن ما الذي جعل بعض اللبنانيين من فريق 14 شباط يسيئون إلى أنفسهم وإلى الشعب اللبناني حين تقدموا على الصهاينة في مستوى البلبلة والهلع الذي أبدوه تجاه هذا الموضوع".
وأشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي إلى أن "مجموعة من التصريحات الصادرة عن بعض الأبواق (ج. ج. ج) كان قاسمها المشترك الكلام بلسان العدو الصهيوني. كان أولهم يحن إلى اتفاق 17 أيار ويتذكر تعزيته في باريس بالمجرم رابين.. ويشمئز. وكان ثانيهم يحن إلى المجازر التي اعتاد أن يرتكبها من الشمال والصفرا وصربا، وقتل رئيس حكومة لبنان الأسبق مرورا بصبرا وشاتيلا.. ويشمئز. أما ثالثهم وما أدراك ما ثالثهم! متقلب متغير متنقل متردد، فأضحى كلامه وتصاريحه في الخيال أقرب إلى طواحين "دون كيشوت"، فحن إلى مجازره في الجبل وأجراس الكنائس وحرقه العلم اللبناني.. ويشمئز".
ووصف مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد نواف الموسوي هؤلاء بـ"المسعورين المأجورين ممن كلفوا بسبب سفاهة قولهم، بترصّد سماحة الأمين العام والتطاول عليه بكلام لا ينم إلا عن قيح يعتلج في صدورهم القميئة، من دون أن يقفوا أمام المعاني السياسية من القبول أو الرفض، بل بادروا إلى التهجم الفاجر". وقال: "من الواضح أن ثمة تعليمة أميركية ـ إسرائيلية بإثارة غبار حول التصريحات بهدف نقل الأزمة الداخلية التي أخذت تشتعل في الكيان الصهيوني إلى لبنان، تخفيفاً من الإحراج الذي أصيبت به حكومة العدو المهزوزة، ولوقف إراقة ماء وجه الجيش الإسرائيلي العاجز عن حماية جنوده أو الاهتمام بهم".
وتساءل: "ألا يستحي أولئك الذين يقيمون مآدب العار لسفير الإدارة الأميركية في وقت يجوع فيه أطفال غزة ويموتون من المرض جراء الحصار الظالم المفروض عليهم؟ ألا يخجل أولئك الذين يتباهون بصداقتهم للأميركيين، أصدقاء الإسرائيليين، من عجزهم؟ إذا ظننا بحسن نواياهم عن اقناع الإدارة الأميركية بالعمل على وقف معاناة الشعب الفلسطيني! ألا تتحرك مشاعرهم البليدة إلا إزاء أشلاء جثث إسرائيلية؟ ألا تحرّكهم مشاهد الأطفال والشيوخ والنساء المذبوحين في فلسطين"؟ وقال: "إن ما يبعث على القرف أن ينبري ممن واكب مجازر صبرا وشاتيلا من قبل، وفتك بالحجر والبشر إبان حكمه المشؤوم ليتحدث، وهو لو كان يحترم نفسه لحظة لكان أقفل فاه السليط، ورفع نفسه عن دناءة استجداء الدعم الأميركي مقابل اسفاف كلامه".
كما صدرت مواقف شاجبة ومستنكرة لكل من رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي طالب الجميل بـ"الاعتذار الى شعبه والى أسر الشهداء والضحايا اللبنانيين الذين قتلوا بأيدي أصحاب هذه الأشلاء ورفاقهم". في حين رأى رئيس "حركة الشعب" النائب السابق نجاح واكيم ان هذه التصريحات ليس هدفها  مجرد الرد على خطاب السيد نصر الله، فالأمر أبعد من هذا".. مؤكدا ان هذه الحملة تنذر بسد الطريق أمام اي تسوية، كما تنذر بتصعيد خطير للأوضاع في لبنان على كل صعيد".
وقال النائب السابق عدنان عرقجي: "ان ما يدعو الى الحيرة والاستهجان ان تصدر مثل هذه المواقف عن أناس امتهنوا القتل".
واعتبر أمين سر "شبيبة جورج حاوي" رافي مادايان، ان كلام نصر الله "شكل نقطة التوازن في الصراع العربي ضد "إسرائيل"، ولا سيما في ظل انهيار وانسحاق النظام الرسمي العربي أمام العدوان الاسرائيلي ضد غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة".
وأهاب رئيس "تجمع شباب بيروت" مصطفى الحسن "بالجميع ان يعوا المرحلة التي نمر بها، وأن يبعدوا التدخلات من هنا وهناك".
الانتقاد/ العدد1251 ـ 25/1/2008


 

2008-01-24