ارشيف من : 2005-2008
قاووق: التحرير يأتي من معادلة المقاومة لا من الرهانات السياسية
الجنوب كل الجنوب كان على موعد مع البيعة والولاء لأبي عبد الله الحسين(ع) ولخطه الجهادي المتمثل اليوم بخط المقاومة الإسلامية ومجاهديها الابطال الذين سطروا أروع ملاحم البطولة ضد عدو مغتصب للأرض والمقدسات.
ففي مدينة صور، وبعد الانتهاء من تلاوة المصرع الحسيني في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في باحة عاشوراء، جرت مراسم لطميات وإطلاق شعارات كربلائية في الشوارع الرئيسة لمدينة صور شارك فيها الآلاف من عشّاق الحسين معصّبين جباههم بشارات سوداء كتبت عليها "هيهات منا الذلة" ويرتدون اللباس الأسود، وقد تكاملوا في صفوف طويلة ومنتظمة، وحضر إحياء المراسم حشد من العلماء والشخصيات والفعاليات وممثلون عن القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية والفلسطينية. ولدى وصول فرق اللطيمة والحضور إلى ساحة "أبو ديب" ألقى مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق كلمة جدد فيها "العهد على مواصلة المقاومة حتى استكمال تحرير ما تبقى من ارض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتحرير ما تبقى من أسرى ومعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدا "أن المقاومة ستبقى أول الواجبات الوطنية بالرغم من كل المشاكل الداخلية والانقسامات السياسية التي لا يمكن لها أن تشغلنا عن واجب المقاومة، لأننا نؤمن بأن التحرير الكامل يأتي من خلال معادلة المقاومة وليس من خلال الرهانات السياسية أو الرهان على الوعود الأميركية".
وأكد قاووق "أن عنوان فشل المشروع الأميركي في لبنان هو أن المقاومة باتت أقوى من أي زمن مضى، وان العنوان الأكبر للانتصار في لبنان هو أن أكثر ما يخشاه العدو الإسرائيلي هو حزب الله".
ورأى "أن التهديد بتدويل الأزمة اللبنانية وبالضغوط السياسية على حزب الله لن تنال من موقف الحزب في تحمله للمسؤولية الوطنية في مواجهة الوصاية الأميركية ومواجهة الهيمنة وفي حفظ إنجازات المقاومة من دون أي تساهل أو تهاون".
بنت جبيل
وفي مدينة بنت جبيل، شارك حشد من أهالي المنطقة بالمسيرة العاشورائية التي نظمها حزب الله، والتي انطلقت من أمام مجمع المرحوم الحاج موسى عباس بعد تلاوة المصرع الحسيني، مخترقة شوارع المدينة وساحاتها بمشاركة فرق اللطيمة وكشافة الإمام المهدي (عج)، وردد المشاركون شعارات عاشورائية ورفعوا الرايات واللافتات، وصور قادة وشهداء المقاومة، بحضور حشد من السياسيين وعلماء دين وشخصيات وفعاليات وجمهور واسع من المؤمنين والمؤمنات. وفي ختام المسيرة التي وصلت إلى باحة بلدية بنت جبيل ألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله كلمة قال فيها: "بعد عام ونصف على الحرب التي شُنت علينا في بنت جبيل وفي كل قرية ومدينة في هذا الجنوب العاشق للحسين نؤكد ان مقاومتنا وسلاحنا اليوم أقوى مما كان عليه في الحرب، يعترف بذلك العدو ويُسرّ به الصديق ويموت بغيظهم المتآمرون".
وأضاف: "في العاشر من محرم نقول لاولئك الذين اجتمعوا أيضا علينا في حرب سياسية بعدما حطّمنا حروبهم العسكرية، ويظنون أنهم يستطيعون حصارنا وعزلنا والتآمر علينا: إن الحسين علمنا انه عندما نوضع بين خيارين، بين السلة والذلة نقول "هيهات منّا الذلة"، وان نواجه بكل ما نملك من امكانيات. ونحن قوم لا ينفع معنا الضغط ولا التهويل ولا التهديد بقرار دولي أو بغيره لأننا مستمرون على مبادئنا وشعاراتنا، ولا نتنازل عن حقنا في المقاومة وحقنا في الداخل بشراكة وطنية كاملة في إدارة شؤون البلاد".
ميس الجبل
وفي بلدة ميس الجبل، جابت مسيرة عاشورائية كبيرة شوارع البلدة أقامها حزب الله بمشاركة شعبية حاشدة. تحدث فيها عضو المجلس السياسي لحزب الله الشيخ خضر نور الدين الذي شدد على "التزام المقاومة سبيلا أوحد في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية"، مجددا "العهد على البقاء أوفياء لنهج سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)".
مجدل سلم
كما نظّم حزب الله في بلدة مجل سلم مسيرة حسينية حاشدة انطلقت بعد الانتهاء من تمثيلية "واقعة الطف" التي تنظمها جمعية الزهراء الخيرية، والتي جسّدت وقائع وأحداث الملحمة الكربلائية بمشاركة نخبة من الممثلين الفنيين والمسرحيين، وبحضور حشد كبير من الأهالي والعلماء والشخصيات. وألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد حيدر كلمة في ختام المسيرة جدد فيها التأكيد "على مطلب المعارضة الوطنية في المشاركة الوطنية الحقيقية باعتبارها الحل الطبيعي للأزمة الداخلية اللبنانية"، محذرا "فريق السلطة من الاستمرار في الرهان على الخيار الوهمي للقوى الخارجية والوعود الاميركية الخادعة".
وللمناسبة، أقيمت مجالس عزاء حسينية في مختلف قرى وبلدات الجنوب تلي خلالها المصرع الشريف للإمام الحسين (ع)، كما أقام حزب الله مسيرتين عاشورائيتين حاشدتين في بلدتي العديسة والطيبة.
مسيرة النبطية في اليوم الـ13 من محرم
رعد: غداً يذهب أولمرت وبعده يلحقه السنيورة إلى مرعاه في البيت الأبيض
كما في كل عام كانت مدينة النبطية في اليوم الثالث عشر من محرم على موعد مع مسيرة جماهيرية ضخمة نظمها حزب الله احياء لمراسم عاشوراء، وتخليداً للنهج الذي خطه الامام الحسين (ع) في كربلاء وصولاً الى المقاومة الاسلامية في لبنان التي صدقت حين صرخت في وجه ظلام هذا العصر "هيهات منا الذلة".
المسيرة التي ضمت عشرات الآلاف من المشاركين سارت على الرغم من البرد والامطار التي تساقطت بغزارة. وتميزت بتنظيم دقيق وشامل حيث اخترقت الجموع الحسينية شوارع النبطية راسمة أروع لوحة عاشورائية حسينية، وتوحد الصوت حتى في صداه بأن "لبيك يا أبا عبد الله, لبيك يا رسول الله".
وحضرت المقاومة التي شربت حتى ارتوت من معين كربلاء بجدارية ضخمة كتب عليها "بالحسين أسقطنا الوهم الصهيوني"، ثم تجسد بوش المكسور بعصا المقاومة في جدارية أخرى كتب عليها "عصا المقاومة ستكسر فرعون العصر". اما "خيبر" الذي كان في تموز خير من حفظ الهدف فلم يخطئ، مرة حضر بمجسم لراجمته الصاروخية رفعها عشاق كربلاء بأيد لا تهزها العواصف مهما اشتدت, بعد ذلك انتظم المشاركون في المسيرة الى سرايا متعددة رافعين الرايات الحسينية السوداء والصفراء والحمراء.
اما فتية اللطيمة الذين توحدوا بلباس خاص هذا العام ذي لون اخضر كتب عليه "هيهات منا الذلة" فقد انقسموا الى احدى عشرة فرقة رفعت في مقدمة كل منها رايات حسينية. بعد ذلك سار العلماء والشخصيات السياسية والاجتماعية والفعاليات، يتقدمهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ومسؤول منطقة الجنوب الثانية الحاج علي ضعون وجمهور غفير من الحسينيين.
وشاركت في المسيرة أفواج كشافة الامام المهدي (عج), كما كان للزينبيات اللواتي مشين متأسيات ببطلة كربلاء بكل وقار وحزن, مشاركة لافتة هذا العام حيث انتظمن في صفوف طويلة، ورفعن الرايات الحسينية والعاشورائية، وسارت في مقدمتهن امهات الشهداء اللواتي حملن صور ابنائهن وقد عصبن رؤوسهن بعصابات "لبيك يا زينب"، "لبيك يا حسين".
النائب رعد ألقى في ختام المسيرة عند المنصة التي نصبت في وسط السوق التجاري كلمة توجه فيها الى فريق السلطة "الذي يراهن على الدعم الدولي بأن المعارضة تنظر الى افلاسهم وتعبهم وتفككهم"، وقال: "بدأنا نسمع اصوات سقوطهم في آذاننا، ولكن حرصاً منا ووعياً نحن لا نريد اقصاءهم ولا تهميشهم، وانما نريد ان نحفظ حقوق اهلنا كي لا تفرض وصاية اجنبية على بلادنا، كما اننا نحرص على ان نستعيد هؤلاء المكبلين بالإرهاب الأميركي لكي نعلمهم كيف يكون الاستقلال والحرية والسيادة".
وتوجه الى من "وصفهم بحلفاء اولمرت في لبنان الذين اشمأزوا من الحديث عن وجود اشلاء لجنود صهاينة مع المقاومة، ما فضح حقيقة العدو الإسرائيلي وفضح هزيمته وكذب كل ادعاءاته بالانتصار وحصر اولمرت في الزاوية عشية اعلان تقرير لجنة فينوغراد التي ستطيح به" فقال: "غداً يذهب اولمرت وبعد غد يلحقه فؤاد السنيورة الى مأواه ومرعاه في البيت الأبيض".
وطالب رعد "العرب بالوقوف وقفة الرجال والاحرار ان كانوا عرباً كما يزعمون, ازاء ما يجري في غزة، وما جرى من مجازر وحصار"، ودعاهم "الى الضغط واستعمال ما يملكون من اوراق"، وقال "فليوقفوا صفقاتهم وليرفعوا اسعار النفط ويهددوا بقطع العلاقات حتى لا يتمادى العدو الصهيوني"، مضيفاً "اعلمي ايتها الانظمة الحاكمة انه اذا أُخضعت ارادة شعبنا وشعبكم وابناء امتنا في غزة والضفة الغربية في فلسطين فالمستكبر والمستبد الصهيوني والأميركي سيكمل مسيرته نحو باقي البلدان العربية".
الانتقاد/ العدد1251 ـ 25/1/2008