ارشيف من : 2005-2008

الشيخ يزبك: لن نركع مهما كان وعيدهم وتهديداتهم

الشيخ يزبك: لن نركع مهما كان وعيدهم وتهديداتهم

هو النداء تردد من كربلاء، بلغ صداه أوعية قلوبنا قبل أسماعنا، فهتفنا مع شهيد العبرة الإمام الحسين (ع)، على مر العصور والأزمان وملء حناجرنا، كلما خيرنا الدعي ابن الدعي بين السلة والذلة: "هيهات منا الذلة".
جدد عشرات الآلاف من أبناء البقاع اليوم تلبيتهم لنداء أبي عبد الله الحسين (ع) "هل من ناصر ينصرني؟"، فخرجوا شيباً وشباباً رجالاً ونساءً وأطفالاً في المسيرة العاشورائية الكبرى التي نظمها حزب الله في مدينة بعلبك.
فمنذ ساعات الصباح الأولى لم يمنع البرد القارس والصقيع توافد الحشود من مختلف البلدات البقاعية إلى مقام السيدة خولة بنت الحسين (ع) للاستماع للمصرع الحسيني، قبل أن تنطلق المسيرة الحاشدة في تمام العاشرة والنصف صباحاً تتقدمها حملة الرايات والأعلام وصور القادة وصور الشهداء، تلاهم الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة الإمام المهدي، فالفرق الكشفية التي ارتدى أفرادها اللباس الأسود والأكفان الحمراء التي خط عليها "هيهات منا الذلة"، وحملة المجسمات التي تجسد واقعة الطف. وكان لافتاً مجسم دبابة "الميركافا" التي أسقط مجاهدو المقاومة الإسلامية أسطورتها. وبعدها سارت مواكب اللطم باللباس الأسود الموحد، التي تحمل أسماء شهداء كربلاء خلف 24 عربة مجهزة بمكبرات صوت في صفوف منظمة، وقد عصب الشباب جباههم بالشعارات الحسينية وهم يرددون اللطميات والهتافات. وتلا فرق اللطم المسيرة الشعبية من الرجال التي تقدمها الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك، مسؤول منطقة البقاع الحاج محمد ياغي والنواب: علي المقداد وكامل الرفاعي ومروان فارس، النائب السابق إبراهيم بيان وحشد من الشخصيات والفعاليات. وتلا مسيرة الرجال مسيرة النساء التي اتسمت أيضاً بالتنظيم.
المسيرة التي قُدرت بمئة ألف مشارك شقت بصعوبة طريق رأس العين حيث حطت رحالها أمام المنصة قرب المرجة، وبعد لطمية حسينية ألقى الشيخ يزبك كلمة أمام المحتشدين أكد فيها "أن الإمام الحسين أراد لهذه الأمة العزة والكرامة ورفع راية الحق". ورأى "أن المقاومة الإسلامية انطلقت في لبنان لرفع الذل والهوان ومواجهة الاحتلال، وقد حققت النصر للبنان ولكل المسلمين والعرب والأحرار على أعتى قوة في المنطقة التي صوروها بأنها لا تُقهر، ولكنها ذلت وقهرت".
وشدد يزبك على "أننا لن نقبل إلا بالحل الذي يحفظ كرامة الشعب اللبناني، ولن نقبل إلا بالمشاركة الفعلية لجميع اللبنانيين، ولن نركع مهما كان وعيدهم وتهديداتهم، لأن الحق لا مجال هو المنتصر". أضاف: "ان دعم بوش للحكومة المستأثرة بكل شيء هو من أجل مشروعه لا من أجل بعض السنة أو الشيعة أو المسيحيين أو الدروز، وإنما من أجل مشروع مخاض الشرق الأوسط الجديد لينتقل عبر أدوات طيعة له على حساب الوطن والشعب". مضيفاً: "لن نترك لهؤلاء أن يتمادوا في ظلمهم واستئثارهم، وإنما نقول: تعالوا لنتوافق على المشاركة الفعلية، وعندما نطالب بذلك نسمع أصواتاً نابية مجعجعة أن هذا انقلاب على الدولة، ويستدل على ذلك بأنهم يريدون إلغاء كل الجماهير اللبنانية".
وأكد الشيخ يزبك "أن السلاح الموجه نحو العدو من أجل حرية واستقلال وحماية لبنان، وتطالب به أميركا و"إسرائيل"، لن يتمكن احد في كل العالم من أن ينزعه منا وفينا دم يجري في عروقنا". مضيفاً: "إننا بحاجة الى وحدة وطنية، وسنجد بعد ذلك لبنان القوي العزيز والعيش المشترك".
واعتبر "أن ما يجري في غزة من مجازر صهيونية هي من نتائج الزيارة المشؤومة لبوش"، مندداً بـ"الصمت العالمي حيال هذه المجازر الوحشية". مضيفاً: "ان غزة ستكون عصية كالضاحية الجنوبية على رصاصهم وصواريخهم وقتلهم"، محذراً "المراهنين على انجاز لأولمرت في غزة أنهم واهمون".
وأكد "أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة"، داعيا "العرب والمسلمين إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني الذي يقتل وتدمر عليه المنازل بالصواريخ الأميركية وقذائفها الذكية التي تقتل أطفالنا ورجالنا ونساءنا.. كما على الدول العربية أن تفتح حدودها لهذا الشعب لنصرته وعزته".
الهرمل
وفي مدينة الشهداء الهرمل لبى الآلاف نداء الحسين: "هل من ناصر ينصرني" من خلال المشاركة بمسيرات انطلقت من الأحياء والقرى رافدة المسيرة العاشورائية الكبرى التي دعا إليها حزب الله، والتي انطلقت من أمام حسينية الإمام علي (ع) في حي الدورة، وتقدمها حملة الأعلام والرايات وصور القادة والشهداء والمجسمات التي تجسد واقعة الطف، تلاهم الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة الإمام المهدي (عج) فالفرق الكشفية، تلاها فرق اللطم والندب التي ارتدى أفرادها اللباس الأسود الموحد وقد عصبوا جباههم بشعارات: "لبيك يا حسين" و"هيهات منا الذلة". بعد ذلك انطلقت المسيرة الشعبية الحاشدة التي تقدمها عضوا كتلة الوفاء للمقاومة النائبان حسين الحاج حسن ونوار الساحلي،و مفتي الهرمل الشيخ علي طه ورؤساء بلديات القضاء، وشقت طريق الهرمل الرئيسي وصولاً إلى ساحة الشهداء، حيث ألقى النائب الحاج حسن كلمة أكد فيها "انه في هذه المرحلة من تاريخ لبنان والمنطقة نحن في الحزب والمعارضة نريد الشراكة في الحكم، ونريد أن نكون مع إخواننا في الوطن من موقع المساواة وموقع المواطنية المتساوية وموقع الشراكة في القرار والحكم، فإذا كانوا يريدون فهذا خير للبنان ومخرج للأزمة، أما إذا كان يتكلون على أميركا لتقلب الأوضاع في المنطقة فسوف تنقلب المنطقة على أميركا.. وإذا كانوا يراهنون على "إسرائيل" لتغيير موازين القوى فإن موازين القوى سوف تكون ضد مصلحة "إسرائيل".. وإذا كانوا يريدون أن يهربوا باتجاه التدويل فليتذكروا مصير ما سبق من القرارات الدولية والبيانات الصادرة عن مجلس الأمن".
 وختم بالقول: "ليس أمامهم إلا الشراكة، فإن أرادوا أن يربطوا مصيرهم بمصير الطواغيت "إسرائيل" وأميركا فبئس المصير مصير الطواغيت، ولن يكونوا إلا كمن سبقهم من طواغيت العالم الذين سقطوا أمام مقاومة الأمة".
النبي شيت
وفي بلدة النبي شيت نظم حزب الله مسيرة عاشورائية انطلقت من أمام مقام سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي (رض) تقدمها حملة صور القادة ورايات عاشوراء وحزب الله، وأفواج من كشافة الإمام المهدي (عج) رددوا خلالها شعارات: "لبيك يا حسين"، وهم معصوبو الجباه والأيدي، ومرتدين أكفاناً كُتب عليها: "هيهات منّا الذلة". وكان لافتاً مشاركة الأطفال أجيال المستقبل الذين لم تتجاوز أعمارهم أربع سنوات وهم يحملون راية الحسين والمقاومة، وكذلك مشاركة براعم وزهرات كشافة المهدي اللواتي حملن مجسمات تمثل واقعة الطف.. وأيضاً تلك المتعلقة بمجاهدي المقاومة الحسينيين الكربلائيين. كما رُفعت اللافتات التي كتب على إحداها: "شيعتي في كل واد البسوا ثوب السواد وأعلنوا يوم الحداد"، على وقع الهتافات والندبيات واللطميات الحسينية. وانتهت المسيرة عند النادي الحسيني حيث تُلي مجلس عزاء، ومن ثم تجمع الناس في وسط البلدة للمشاركة في وليمة أبي عبد الله الحسين وأهل بيته(ع). هذا وأقيمت مسيرات مماثلة في بلدتي سرعين الفوقا والحلانية.
البقاع الغربي
 كما أحيا حزب الله والمقاومة الإسلامية في البقاع الغربي العاشر من المحرم بمسيرة عاشورائية حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء المنطقة. انطلقت المسيرة من مسجد حارة الفوقا في مشغره وصولا الى وسط البلدة في الشارع الرئيسي, تقدمها حملة الاعلام والرايات الحسينية وعشرات فرق الندبيات الحسينية من مختلف الاعمار. وشارك في طليعتها المسؤول السياسي لحزب الله في الجنوب الشيخ حسن عز الدين ومسؤول المنطقة الثانية الحاج علي ضعون والشيخ محمد حمادي ولفيف من علماء الدين. وفي ختام المسيرة ألقى الشيخ عز الدين كلمة حزب الله فقال: "كما قاومنا الاحتلال سنقاوم الحرمان".. مؤكداً أننا أمام  سلطة جائرة مستبدة مغتصبة للحكم تريد ان تتحكم بمصير شعبنا ووطننا". وتابع: "نقول لهؤلاء, أنتم اليوم أمام خيارين: إما خيار الوطن وإما خيار الوصاية الأجنبية". مؤكداً: "أن سلاح المقاومة بات جزءا من روحنا, ومن يرد ان ينزعه فليأتِ وينزع أرواحنا قبل ان نسقط هذا السلاح من أيدينا, لأن بلدنا ما زال يعيش المخاطر وما زال يعيش الاعتداءات".
الانتقاد/ العدد1251 ـ 25/1/2008

2008-01-24