ارشيف من : 2005-2008
بوش وحيداً.. و"رود" في الواجهة
يبدو جورج بوش الابن وحيداً اليوم في العالم الذي حاول تركيبه على شاكلته وصورته.
سقطت أطراف الدمية التي كان يديرها بخيوط "أوهن من بيت العنكبوت"، وبقي ممسكاً بـ"سراب".
آخر ضربة تلقاها بوش كانت الإطاحة بشريكه الاسترالي جون هوارد، حيث تمكن "قاهر الصعاب" كيفن رود الآتي من بيت متواضع وبعد أقل من سنة على قيادة حزب العمل، من إزاحة هوارد عن عرش رئاسة الوزراء في أستراليا.
ولد كيفن مايكل رود في العام 1954 في نامبور في كوينزلاند، وانضم الى حزب العمال الأسترالي عام 1972 وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة. التحق بعد الثانوية بالجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا وتخرج مع مرتبة الشرف في الدراسات الآسيوية، وتخصص في التاريخ واللغة الصينية.
وللمفارقة فإن رود بخلاف "أغبى رئيس أميركي" يتقن لغة باتت "عالمية"، وهي اللغة الصينية.
عام 1981 التحق رود بالخارجية الأسترالية واستمر حتى عام 1988، وتنقل بين سفارة بلاده في استكهولم ولاحقاً في بكين.
في العام 1988 عاد الى بلاده وعُيّن مديراً لموظفي زعيم حزب العمال المعارض في كوينزلاند، ثم مديراً لموظفي رئاسة الوزراء فيها عام 1989، حيث استمر حتى 1992.
عام 1995 عمل مستشاراً لشركة محاسبة كبرى.
ترشح للمقعد الفيدرالي عن جريفيث في 1996 وفشل، ثم عاد ونجح في 1998، حيث رقي الى واجهة حزب العمال المعارض.
عام 2003 وقف في وجه جون هوارد على خلفية مساندته الغزو الأميركي للعراق.
عام 2006 ترشح رود لمنصب زعيم حزب العمال وفاز.. وبعد 50 أسبوعاً فقط على توليه رئاسة الحزب فاز برئاسة الحكومة وتعهد بسحب القوات الأسترالية من العراق بشكل تدريجي.
وإضافة الى الانسحاب من العراق، وضع رود التغير المناخي في أولوياته، فوقّع على معاهدة كيوتو للحد من انبعاثات الغازات المؤذية للبيئة، وحضر المؤتمر الذي نظمته الأمم المتحدة في بالي قبل أيام بخصوص التغير المناخي. وهو يعمل على تبديل وجهة تحالفات بلاده باتجاه الصين، عملاق المرحلة المقبلة، ليطور بلاده ومناهجها.
ماذا سيحصد بوش بعد؟ بالأمس وصلت أول شحنة وقود نووي روسي الى معمل بوشهر في ايران، والأسطول الجوي والبحري الروسي يجوب العالم متخلياً عن كل المعاهدة التي كبلته سنوات.. وأستراليا تركته وحيدا يواجه الحرب في العراق، كما تهمة الإضرار بالبيئة العالمية.. وآخر منتقديه بولتون ـ ما غيره ـ حامي حمى "ثورة الأرز" قال: "سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش في حال انهيار".
من ينتظر شيئا من بوش يراهن على حصان خاسر، فكيف اذا كان الحصان من ورق.. فسيخسرون حتماً!
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1246 ـ 21 كانون الاول/ ديسمبر 2007