ارشيف من : 2005-2008

رفيق القيصر.. رئيساً

رفيق القيصر.. رئيساً

بوتين لن يغادر الكرملين.. القيصر سيضع قناعاً وسيبقى هو خلف القناع.. بعد كل ما أنجزه ليس من السهل على فلاديميير بوتين ان يعود الى الوراء..
شطب ديون الاتحاد السوفياتي السابق كلها، أطلق سلاح الجو الاستراتيجي الى فضاء العالم مجدداً.. وأسطوله البحري اليوم يمخر عباب المتوسط وصولاً الى سواحل لبنان وسوريا وفلسطين..
معيد أمجاد الاتحاد السوفياتي السابق لن يسهّل على الولايات المتحدة الاستمرار في الإمساك بزمام الامور في العالم.. والذي انقلب رأساً على عقب بسبب الجنون البوشي.
بعد كل هذا هل يتراجع القيصر؟
كلا..
ما السبيل اذا؟
قررت الأحزاب الأربعة الفائزة في الانتخابات الروسية الأخيرة ترشيح دميتري ميدفيديف إلى رئاسة الدولة..
ميدفيديف مولود في الرابع عشر من شهر أيلول/ سبتمبر 1965 في لينينغراد، درس الحقوق في جامعتها عام 1987، ونال شهادة الدكتوراه من الجامعة ذاتها في عام 1990.
عمل في مجال التدريس في جامعة سانت بطرسبورغ حتى العام 1990، ومن 1990 حتى 1995 شغل منصب رئيس مجلس إدارة المدينة، وخبيرا في لجنة الشؤون الخارجية فيها.. ثم انتقل الى منصب نائب رئيس جهاز حكومة روسيا الاتحادية.
عمل ميدفيديف في عامي 1999 و2000 نائبا لرئيس ديوان الرئاسة، ثم شغل منصب النائب الأول لرئيس الديوان منذ عام 2000.
وفي الوقت نفسه ترأس مجلس مديري شركة "غاز بروم"، وأصبح رئيسا لديوان الرئاسة الروسية في شهر تشرين الاول/ أكتوبر 2003. وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 شغل منصب النائب الأول لرئيس حكومة روسيا الاتحادية.
بين كل هذه المناصب لم يشارك ميدفيديف في أي نشاط عسكري او استخباراتي ليكون زميلاً لبوتين، ولكن يبدو ان القيصر كان يخطط لوصوله الى هنا منذ زمن.
لعبها "القيصر" بشطارة، تلميذ الاستخبارات التي دوّخت العالم ليس منضوياً في أي حزب.. وغداً سيعلن انضمامه الى حزب روسيا الموحدة، وقد يصل الى منصب الأمين العام للحزب.. وعندها سيحكم في الكرملين بهذه الصفة.. الأمين العام.
ألا يذكركم هذا المسار بشيء؟ ألم يكن الأمين العام للحزب الشيوعي هو رئيس الاتحاد السوفياتي؟
هل يحاول القيصر استعادة مجد تليد لثورة البلاشفة؟
وهل سيعيد هذا التموضع الحرب الباردة الى الواقع السياسي من جديد؟
سننتظرالأيام المقبلة.. وعندها نرى..
ولكن حتى الساعة.. الرفيق بوتين ما زال القيصر.. والقناع لن يدوم طويلاً.. والأحادية القطبية في السيطرة العالمية لن تدوم..
بوش سيرحل وبوتين سيبقى.. وربما أقوى مما كان عليه.
هل في هذا عبرة؟
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1245 ـ 14 كانون الاول/ ديسمبر 2007

2007-12-14