ارشيف من : 2005-2008
11 تشرين الثاني..
كما الشراع على الصارية .. يحنو مع الرياح ويضم النسمة لتسير السفينة.. يرحلون خفافاً..
يمتشقون السلاح ويعشقون الأرض.. والطيون وجب البلان.. وخرير الماء في ساقية الضيعة..
يعرفون دروب حواكيرها شبراً شبراً.. ينازلون العدو في عقر مواقعه المحتلة.. ويرجعون..
بعضهم ظفر بالشهادة فنال عز الدنيا والآخرة..
وآخرون حملوا وسام الجراح التي تركت آثارها على أجساد حملت هم الوطن..
وآخرون في الأسر بعد نفاد آخر الطلقات وهم في أقرب نقاط المواجهة.. والفرج بإذن الله.. قريب
11 تشرين الثاني..
منذ انطلاقة المقاومة.. والطريق واضح المعالم.. ولو لقلّة سالكيه..
هو درب ذات الشوكة الموصل للنصر أو الشهادة..
يستحقون ان يكون لهم يوم..
وهل أطهر وأقدس من يوم بذل الدم والروح في وجه أعتى عدو وبنفس مطمئنة..
..سبقته روحه فجالت في أرجاء صور وتفقدت المدينة وأهلها مودعة.. قبل ان تصل السيارة بجسد سائقها..
فارس المقاومة الاسلامية.. الاستشهادي الاول.. أحمد قصير
فاتح مسيرة النصر، وصلة الوصل بين الماضي.. والحاضر.. والمستقبل..
خمسة وعشرون عاماً والمسيرة مستمرة.. والمقاومة مستمرة.. برغم انها ليست الغاية بل الوسيلة التي توصل الى الهدف..
خمسة وعشرون عاماً والشهيد تلو الشهيد يسيجون حدود الوطن.. بالدم.. لا مميزات ولا رتب ولا وساطات..
من الأمين العام سيد الشهداء.. الى آخر سلسلة العقد "نجم الطيبة" العائد بعد حين..
يتسابقون الى الفعل الواجب.. برغم الغمز واللمز ومحاولة النيل حتى من قدسية سلاحهم.. وشرفه الذي أعلى كل رأس وأذل رأس الصهاينة وأسيادهم.. كما أذنابهم الذين ما زالوا يتكشفون..
11 تشرين الثاني..
يوم احمد قصير وبناية عزمي.. على شاطىء صور.. موعد مع فيلم رعب لم تشهد لها دويلة الغصب مثيلا..
تهاوى المبنى على من فيه .. بكى كل قادة العدو.. حتى "مشلولهم" الذي ما زال يرقد في المستشفى..
صدمه بأس "المقاومة".. بقيت جثث وأشلاء العدو تحت الركام.. لأيام..
نعم.. هكذا كان المقاومون.. وهكذا هم..
يحملون إيمانا لا يحمله احد على وجه الكرة الأرضية.. وثقة بالله لا يزحزحها صليل مجنزرات ودبابات الاحتلال على الحدود..
11 تشرين الثاني..
يوم غيّر وجهة البوصلة، وأعاد تصحيح الرمي..
العدو هنا.. غدة سرطانية يجب استئصالها.. والبداية فعل شهادة..
اليد على الزناد.. وينتظرون..
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1240 ـ 9 تشرين الثاني/نوفمبر2007