ارشيف من : 2005-2008
أبو إبراهيم.. "الفارس" الفلسطيني
الكامل لكل التراب الفلسطيني..
ولد بعيداً عن قريته الأم "زرنوقة"، في مخيم رفح للاجئين عام 1951، وفقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان كبير العائلة. درس الرياضيات في جامعة بيرزيت وعمل أستاذاً بالقدس في المدرسة النظامية، ثم هاجر هجرته الاولى الى مصر حيث درس الطب في جامعة الزقازيق، وعاد طبيباً الى مشفى المطلع بالقدس، ثم في قطاع غزة.
شدته تجربة "عبد الناصر" التحررية وهزته هزيمة الـ1967، فانحاز سنة 1968 الى الحركة الإسلامية.. وفي هذه المرحلة تعرف الى الشهيد الشيخ احمد ياسين مؤسس حماس توأم الانتفاضة.
في مرحلة دراسة الطب في مصر عام 1974 أسس الشهيد ومجموعة من أصدقائه حركة الجهاد الإسلامي أواخر السبعينيات.
معتقل مع مرتبة الشرف، حفل سجله الجهادي بـ"الضيافة" في العديد من سجون الاعداء و..الاشقاء.
اعتقل في مصر في 1979 بسبب تأليفه لكتابه الاول «الخميني، الحل الإسلامي والبديل»، ثم أعيد اعتقاله في 20/7/1979 بسجن "القلعة" الشهير على خلفية نشاطه لمدة أربعة أشهر.
اعتقل في غزة عام 1983 لمدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1986 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات و5 سنوات مع وقف التنفيذ، وقبل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الإسرائيلية بإبعاده الى مرج الزهور بتاريخ 1 أغسطس/ آب 1988.
كتب العديد من المقالات والبيانات ومهرها بتوقيع "عز الدين الفارس".. ولم يعرف كاتبها الحقيقي الا بعد استشهاده..
تنقل بعدها الشهيد الشقاقي بين العواصم العربية من بيروت وبيت الحاجّة أم سليم في الروشة الى بيوت مخيم اليرموك في دمشق.. الى طهران الاسلام.. يرعى شعبه ومقاومته، فكان الاغتيال عقب المهمة الاخيرة في ليبيا لحلحلة الاوضاع المأساوية للفلسطينيين على الحدود المصرية، فاغتالته أجهزة الموساد الصهيوني في مالطا يوم الخميس 26/10/1995 وهو في طريق العودة الى دمشق.
44 عاماً قضاها في خدمة فلسطين والقضية، عشق الإمام الخميني (قده) بقدر عشق الإمام لفلسطين، تعلم من مدرسة الحسين (ع) في كربلاء أن الموت بكرامة أشرف من الحياة مع الذل وأن الدم لا بد منتصر على السيف.
سيرة رجل اختصرت فلسطين ومسجدها الاقصى حياته وكيانه وجهاده.. فكانت الوصية:
"إنني لا أجد بديلاً عن الجهاد والكفاح المسلح لتحرير القدس والأقصى.. وكل فلسطين.. حتى آخر العمر وحتى تحرير فلسطين من نجس الأعداء".
رحمك الله يا أبا ابراهيم.. نعاهدك ان "جهاداً يستشهد أمينه العام" في مقدمة المسيرة مستمر.. حتى النصر أو الشهادة..
مصطفة خازم
الانتقاد/ العدد 1238 ـ 26 تشرين الاول/ اكتوبر2007