ارشيف من : 2005-2008
القدس.. مدينة الوحدة
وآله.. وإحدى معجزاته..
بيت السيد المسيح عليه السلام الذي طرد اللصوص من الهيكل، ليحكم بين الناس بالعدل وليساوي بينهم..
أوليست مفارقة ان يعود لصوص الهيكل مجدداً الى الهيكل لينهبوه.. أوليست حرباً بلا هوادة على السماء من تجار الأرض.. ما يفعل اليوم في القدس.
يريدون هدم بيت المقدس، ليبنوا هيكلهم المزعوم.. كما تاريخهم المزعوم..
هي القدس.. عاصمة السماء وعاصمة الأرض.. وهي قدس المسلمين والمسيحيين..
من جبل الزيتون الى جبل المشارف ومن جبل المكبّر الى جبل النبي صمويل، من وادي سلوان الى وادي الجوز.. الى سورها وباب العمود وباب الساهرة وباب الحديد وباب الخليل وباب النبي داوود وباب الاسباط وصولاً الى باب المغاربة الذي يحاولون هدمه.. من تكاياها وزوايا العرفاء.. فيها، من المسجد الاقصى الى قبة الصخرة وكنيسة المهد .. والأرض التي بارك الله فيها وحولها..
وحده الإمام الخميني (قده) حمل القضية يوم ألقى الكثيرون البندقية وقال: "لو كان المسلمون متحدين معا، لاستطاعوا اغراق إسرائيل، فيما لو تولى كل واحد منهم قذفها بدلو من الماء، ومع ذلك فإنهم عاجزون أمامها".
يا الله..
أي ثقة بالله وبالنفس، أي اطمئنان..
اليوم يشد الفلسطينيون الرحال اليها، مع كل هلال لشهر رمضان.. وينتظرون يومها ليجددوا العهد بالحفاظ عليها..
برغم الحصار والتعذيب وحواجز الاحتلال.. يفترشون الارض ويلتحفون السماء من حولها.. أوليست قبلتنا الاولى..
"قادمون"... ولو بعد حين، من كل فج عميق..
يوم القدس العالمي.. أعطى للقدس مكانتها التي تستحق.. وجعلها على خارطة العالم الاسلامي مجدداً.. وأذكر ذاك الشيخ الشيشاني الذي طالبنا بالانتظار قليلاً قبل خوض معركة تحرير الجنوب .. فسألته مستغرباً: ولم.
قال نحن اليوم نشيّد استقلالنا.. وغداً ستعود تركيا الى اصالتها (وصدق..)، ونكون بعدها عندكم.. لندخل معكم الى المسجد الأقصى..
يا الله.. لهذا الحد كان مفعول اعلان يوم القدس العالمي في نفوس المسلمين..
سيأتي اليها ولو حبواً على الثلج.. من بلاد الصقيع..
رحل الإمام.. وهو يحمل همها طول عمره الشريف، وكانت امنيته ان يصلي "صلاة الوحدة هناك"..
وبقي يوم القدس العالمي .. لليوم الآتي..
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد 1236 ـ 12 تشرين الاول/ اكتوبر 2007