ارشيف من : 2005-2008

صبرا وشاتيلا.. الدمعة الباقية

صبرا وشاتيلا.. الدمعة الباقية

على قرار العودة .. وتسلط اكثرية متحكمة بالعباد..‏

والذي لا يعرفه البعض أن المجزرة لم تستهدف الفلسطينيين فقط.. فآل المقداد وآل فرحات وآخرون من اللبنانيين.. كانوا شركاء في المصيبة والعزاء..‏

لم يطلب المجرمون يومها بطاقات الهوية من ضحاياهم.. فالمشكلة هي المخيم .. يجب أن يختفي عن وجه الأرض..‏

هكذا هم الصهاينة.. وهكذا هم صغارهم.. ولو حملوا الهوية اللبنانية.. ولا سيما انهم كانوا مهروا الولاء للعدو في مجازر الكرنتينا والنبعة وبرج حمود وتل الزعتر.. وما ادراك ما تل الزعتر.. بدمنا..‏

استفاقت بيروت وضاحيتها.. على أكوام من الجثث فخرجت تبحث عن وجوه احبائها.. يكاد المار في أزقة المخيم يتعثر بالاشلاء، ولكنه يمر برفق رأفة بالموتى الاحياء..‏

هنا.. رأس مضروب بساطور.. وهناك كتف مقطوعة بحربة.. وهنالك.. جثث مرمية بطلقات رصاص من رأسها إلى اخمص قدميها..‏

كباراً صغاراً.. نسوة ورجالا وشيوخا..‏

لم يترك لهم الجزار وصبيته مجالاً للفرار.. أطبقوا عليهم وهم نيام..‏

أكثر من 40 ساعة.. والعملية مستمرة.. تصفيات عن سابق اصرار وتصور وتصميم على الابادة, عدد الضحايا لم يحصر حتى اليوم..‏

بعض المصادر تحدثت عما بين 3000 و3500 اكثر من ربعهم كان من اللبنانيين والباقي من الفلسطينيين..‏

مقابر جماعية للضحايا.. فيما آوى بعض البيوت قتلاه تحت ركامه..‏

البعض نجا.. وتحدث..‏

مجزرة كهذه يصمت لها كل العالم..‏

لا نريد أن نقارن، ولكن السؤال هو لماذا تأخذ 11 أيلول/ سبتمبر كل هذه الدعاية السنوية، فيما مخيم صبرا وشاتيلا ينام مع مجزرته في أقبية الاعلام.. والسياسة..‏

بعد صبرا وشاتيلا.. التاريخ كتب بالدم الفلسطيني اللبناني.. وهما أصلا ما افترقا.. كيف لا والعدو واحد..‏

صبرا وشاتيلا رسمت معلماً لم يترك مجالاً للتقاعس، فلو نجح المجرم في إدخال الرعب الى النفوس لسقط كل الوطن..‏

من صبرا وشاتيلا تعلم المقاومون ان النوم على مخدة الحضارة العالمية.. قد يكون الى غير استفاقة..‏

فاليد على الزناد وحدها تأتي بالفجر الصادق في تالي الايام..‏

صبرا وشاتيلا.. مجزرة أحيت امة.. وحققت توازن الرعب.. وصنعت الانتصارات..‏

لا تنسوا .. صبرا وشاتيلا.. فيجرفكم التاريخ الى الدرك الاسفل.. وأعدوا العدة لمواجهات أي جزار.. وأي مجرم..‏

فهل يستفيق الذاهبون الى مؤتمر الخريف.. ويتذكرون ان العدو لا يريد لهم الحياة.. بل الموت بضربة ساطور؟‏

مصطفى خازم‏

الانتقاد/ العدد1233 ـ 21 أيلول/سبتمبر2007‏

2007-09-21