ارشيف من : 2005-2008
أيلول جسر المطار وأنصارية والرفيع
" تلك الايام نداولها بين الناس.."
وفي الذكرى إفادة وعبرة.. وفي التذكر بعض وفاء..
ففي مثل هذه الايام زغردت بنادق المقاومة في بستان "انصارية" الجنوبية الساحلية لتصنع نصراً.. على جيش "كان لا يقهر".
وشكلت تلك الملحمة نقطة مضيئة في مواجهة العدو الصهيوني، وارتقت الى مستوى الشهادة بعدها بأيام في مواجهات الجبل الرفيع.. ليمتزج الدم الواحد محدداً المهمة: تسييج حدود الوطن بالدم.
وحتى لا ننسى نعيد التذكير بأن وحدة الشاطط البحرية التي حاولت تنفيذ الانزال في انصارية.. "فُرمت" بأكملها.. وبقيت اشلاء متناثرة.. مهدت لأبرز عملية تبادل أسرى في التسعينيات بين المقاومة الاسلامية والعدو، وبالمناسبة قبل ايام استقال قائد هذه الوحدة بسبب الفشل الصهيوني في عدوان تموز/ يوليو 2007.
هذا اللغز لا يزال حتى اليوم يؤرق مضجع الاحتلال، وهو ما زال يبحث عن مكامن الخلل، هل استدرجت القوة الى كمين.. وكيف حصل الاختراق الاستخباراتي، واذا لم يكن كميناً فما هو مقدار الجهوزية التي كانت تمتلكها المقاومة يومها..
بعد انصارية بأيام حاول العدو التسلل عبر الجبل الرفيع لتنفيذ كمين، فوقع في كمين للمقاومة..
حاول إخراج عناصره.. واستهدف مركزا للجيش اللبناني في محاولة لتحييد الجيش.. فما كان من النقيب جواد عازار الا ان شارك مع فرقته بالتصدي للعدو، واشتعلت مجدداً جبهة المقاومة والجيش في مواجهة العدو.. وارتفع الشهداء هيثم مغنية وعلي كوثراني وهادي نصرالله.. والنقيب جواد عازار.
وسام جديد علق على صدر الوطن..
مناسبتان.. قدمتا النموذج الذي تعمل المقاومة والجيش من خلاله.. ليس في اطار الثنائية بل في اطار التكامل..
قبل انصارية والرفيع حاول البعض ضرب الجيش بجمهور المقاومة تحت الجسر المطار.. لكن الحكمة كانت هي في عدم الانجرار. كانت مناسبة التأسيس لهذه العلاقة المتينة والمتجذرة والهدف واحد هو السيادة الحقيقية التي تصان بالدم لا بالعنتريات.. يوم الرخاء.. والمواء يوم الحرب..
يا كل المراهنين.. موتوا بغيظكم..
لا فدراليتكم ستمر.. ولا قائمقاميتكم ستمر.. ولا كانتوناتكم ستمر..
وطن مر بتجارب جسر المطار وانصارية والرفيع.. وبالامس بعدوان اممي عليه.. لن يهزم.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد 1231 ـ 7 أيلول/سبتمبر 2007