ارشيف من : 2005-2008

قاعة للمعلوماتية في سجن القبة بطرابلس

قاعة للمعلوماتية في سجن القبة بطرابلس

كتب فادي منصور

رعى قائد الدرك العميد أنطوان شكور حفل تدشين قاعة المعلوماتية في سجن القبة بطرابلس، والتي قامت المرشدية الانجيلية لرعاية السجون بتجهيزها بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، وجمعية يدا بيد من اجل الانسان، وجمعية قوس قزح، وذلك بحضور الدكتور مصطفى حلوة ممثلا الوزير محمد الصفدي، وممثلين عن النائبين سمير الجسر ومحمد كبارة، وعدد من ضباط منطقة الشمال الاقليمية وممثلين عن الهيئات والجمعيات الاهلية والانسانية.

النشيد الوطني اللبناني بداية، فكلمة ترحيب من المرشد فريد لحود، ثم القى الدكتور جلال حلواني كلمة باسم النائب سمير الجسر، أشار فيها الى أن القانون ينص على نقل السجون الى الادارة المدنية، لان النظرة الى السجن والسجناء باتت مختلفة، وهو يجب أن لا يكون أداة إنتقام بل اداة إقتصاص، بحكم واجب المساءلة التي لا تستقيم من دونها حياة، مساءلة تذهب برجس الخطأ من دون ان تفقد المخطئ إنسانيته، ومن دون أن تضيف الى مأساة الخطأ مأساة جديدة في نفس المخطئ، وفي اهله وعائلته.

ثم ألقيت كلمات لكل من: علي الحركة باسم مايكروسوفت، جورج غزال باسم المرشدية الانجيلية، وفادي عيسى باسم جمعية قوس قزح، فشددوا على أهمية هذه المبادرة، التي ستخرج السجناء من حالة العزلة التي يعيشونها، مشددين على أهمية التدريب على برامج المعلوماتية التي تفتح لنزلاء السجن آفاقا أوسع.

ثم ألقى العميد انطوان شكور كلمة فاشار الى أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الانسانية على الصعيدين المادي والبشري، لافتا الى أنها تتحول الى رافعة اساسية نعتمد عليها لتحويل الحياة في الزنزانة من مصيبة يعيش داخل أسوارها على حد سواء المساجين وعناصر قوى الامن، الى تعاون يشارك كل منا فيه بالدور المنوط به، مؤكدا أن هذه الأيدي البيضاء هي شموع تضيء في بلادي لتمحو الأفعال السوداء.

ورد العميد شكور على ما جاء في كلمة النائب الجسر حول ضرورة وضع السجون تحت سلطة الادارة المدنية، فقال: انا كقائد للدرك من أشد المتحمسين الى فكرة الادارة المدنية القضائية للسجون، ولكن ليس على الطريقة اللبنانية "قم لأقعد محلك".

وقال: نحن والمساجين نعيش ذات النكبة من البنية التحتية للسجون ومن الأحوال المتردية ومن الحاجة الملحة لبناء السجون، وقد طرحت عدة مرات في مناسبات متعددة عندما جاء البنك الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لمساعدتنا على تحقيق هذه النقلة النوعية، علما أن السجون إنتقلت من الادارة المدنية الى قوى الامن بسبب تمرد عام في حصل في الخمسينات تمت خلاله الاستعانة بقوى الامن لايقافه، ولذلك إنتقلت إلينا ليس محبة فينا، بل لأن العسكر يحمل كتلة النار عندما يعجز غيره عن حملها.

واضاف شكور: لقد بتنا نملك الخبرة، وبتنا قادرين على تحديد النقص او الهفوات التي ترتكب لتلافيها، تمهيدا لتقديمها على طبق من فضة للمؤسسات المدنية، ونحن عندنا عدة أراض في الشمال والجنوب والبقاع مهيأة لتكون سجون نموذجية، ولنبذأ بهذه الخطوة الأولى بدل أن نرمم سجون قديمة، وان نعمل على بناء ثلاثة سجون نموذجية في المناطق، ليس ضروريا أن يكون كل سجن بمساحة سجن رومية.

وخلال فترة بناء هذه السجون، تكون الادارة المدنية بدأت بالتحضير من تطويع العسكر لحراسة السجون، وتقام دورات تدريبية بالتعاون بين الادارة المدنية والادارة العسكرية ونحن مستعدون لكل ذلك بشكل يسمح للادارة المدنية أن تتسلم السجون، ونحن نساعدها من خلال التدرج معنا حول إدارة السجون في الملحقات، وعندها نستطيع أن نفرغ سجن رومية الى هذه الملحقات ونبقى في قوى الأمن نحرس السجون الثانوية، لحين إعادة بناء سجن رومية على طراز هام ترضى فيه شرعة حقوق الانسان، وعند الانتهاء من سجن رومية تنتقل كل الادارة المدنية الى تحمل مسؤوليتها ونحن نصبح خارج السجن كليا ونتدخل فقط في حال حصول أي طارئ على السجن من الخارج.

2008-02-02