ارشيف من : 2005-2008

مجرد كلمة: نحن انتصرنا

مجرد كلمة: نحن انتصرنا

لم نكن ننتظر أن يخرج فينوغراد ليعلن ذلك رسمياً وأمام العالم كلّه حتى نحتفل بفوزنا، ولم يكن ذلك العجوز ليقول ذلك لو لم يشاهد جيش كيانه يهوي تحت اقدام مجاهدينا البواسل.. وقادته يهربون الى عجزهم وفشلهم وخزيهم..
نحن انتصرنا.. من اللحظة التي امسك فيها المقاومون بنادقهم بقوة وصوبوها جيداً الى قلب العدو، من اللحظة التي بدأت نخبة الجيش الاسرائيلي تفر من ميدان المواجهة.. من اللحظة التي احترقت فيها "حانيت" قبالة شواطئنا.. واحترقت الميركافا على ترابنا.. وانفجرت "اليسعور" في سمائنا، منذ أن وعد قائد المقاومة الاسلامية السيد حسن نصر الله بالنصر، وكان وعده صادقاً..
الاسرائيليون أيضاً "المكسورون الخائبون من نتائج الحرب" (بحسب التقرير) ما كان تقرير فينوغراد ليبدّل في قناعتهم وادراكهم للهزيمة التي شاهدوا تفاصيلها على مدى 34 يوماً، من 12 تموز في عملية الوعد الصادق وحتى 14 آب يوم ارتد جيشهم مدحوراً من دون أن يتمكن حتى من جمع اشلاء جنوده.. ومن يوم شاهدوا رؤوس جنرالاتهم تتدحرج على مذبح الهزيمة.. هم أيضاً.
نتائج حرب تموز وباعتراف تقرير فينوغراد شكلت هزّة استراتيجية لـ"اسرائيل" تحتاج الى سنوات لمعالجتها على المستوى السياسي والعسكري والمعنوي، ولئن استطاع التقرير أن ينجي اولمرت من مسؤولية جزئية عن الهزيمة فلن يدعه خصومه يفلت من حبالهم.. اما "الجيش الاقوى في الشرق الاوسط" الذي يتعرّض للمرة الاولى رسمياً لأقسى النعوت من مثال الفشل والعجز والخيبة فإنه "لم ينتصر أمام بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله"..
وحدهم أولئك الذين خيبت آمالهم "اسرائيل" في بيروت كانوا ينتظرون فينوغراد لينطق بغير الهزيمة، وليقول غير ما اعتادوا سماعه من أن المقاومة انتصرت عندما سقط رهانهم على العدوان. كما خيب آمالهم جمهور المقاومة مرات ومرات وبالامس أيضاً حين لم تجرّه رصاصات الغدر الى الفتنة.
نعم نحن منتصرون.. و"اسرائيل" وحلفاؤها مهزومون.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1252 ـ 1 شباط/ فبراير 2008

2008-02-01