ارشيف من : 2005-2008

باختصار: شهادة

باختصار: شهادة

هي شهادة لعدونا المتغطرس الذي يشكل اللجان لاستخلاص الدروس والعبر من أي إخفاق يقع فيه.
شهادة نعم، لأنه فور أول هزيمة عسكرية حقيقية لحقت به على يد منظمة شبه عسكرية برغم تفوقه الجوي والتقني منذ اغتصابه فلسطين، قام بتشكيل لجنة لدراسة أسباب الفشل واستخلاص العبر.
فهذا التصرف من قبل هذا العدو إنما ينم عن نية لديه لتطوير قدراته حتى لا يقع في الفشل مرة أخرى، لما لذلك من تداعيات على مصيره ككيان مغتصب.
أما نحن العرب فماذا فعلنا طوال ستين عاما من الصراع شهدت بمعظمها إخفاقات ونكسات وهزائم أطاحت بأهم دولة عربية كونها ملتقى ثلاث ديانات سماوية، ستون عاما لم نشهد على أي دولة أو نظام بأنه شكل لجنة تحقيق في أسباب الهزيمة، بل ربما كانت هذه الأنظمة تلاحق من كان يفكر في كشف ملابسات الانكسار والخسارة.
وتصرف هذه الأنظمة ينم عن نية لديها للمحافظة على كراسي الحكام ومكتسبات المنضوين تحت جناح النظام، لا الحفاظ على الأوطان والشعوب، ونظرة إلى واقعنا هي أبرز دليل على ما نقول.
لقد فقدنا كل شيء، وبات جل همنا المحافظة على رؤوسنا من تدخلات العم السام والمستر براون والمسيو نيقولا، وكله خدمة للمرابين اللعناء.
لولا بارقة الأمل في تلك المنظمة شبه العسكرية التي ألحقت الهزيمة بأقوى جيش في المنطقة، لما كنا هنا لنقول شهادتنا.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1252 ـ 1 شباط/ فبراير 2008

2008-02-01